هل أتاك حديث زانزيبار …!

1744 مشاهدة

هل أتاك حديث زانزيبار …!

أثارت زيارة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي خارج الوطن لقضاءإجازتها الصيفية كثيرا من الردود المتباينة. فقبل النقاش حول هذا الحدث لابد من الإشارة للإسم الطويل العريض الذي تجر وراءها من باب التساؤل حول المهام و المسؤوليات.هل هناك فعلا وحدة الموضوع والمهام أم انها بدعة تغطي فيها السياحة على مادونها من القطاعات وتلك قصة أخرى. بل هناك من يقول أن البقية مجرد مشاريع تؤدي ضريبة الإهمال على حساب الأول. قياسا كذلك لتعدد المسؤوليات والمهام .
بعيدا عن الإستهداف حري بنا أن نجيب على سؤال أساسي اليس من حق الوزيرة السفر كأي إنسان في هذا الوجودلحاجة اجتماعية واسرية ؟ لاأحد سيختلف حول هذا الأمر. فمن حقها ولن ينازعه أحد .
لكن الوزيرة المحترمة ضمن حكومة كفاءات ناقضت مهمتها وأعطت أسوأمثال كمسؤولة أتجاه كل الشعارات التي رفعتها من خلال تشجيع السياحة الداخلية بعد عامين كاملين من الإغلاق جراءجائحة كورونا عانى منها الإقتصاد الوطني والسياحة على وجه الخصوص الأمرين وعجزا ملحوظا .
صدمت لما علمت أن وزيرتنا المحترمة التي تتمتع بسيرة ذاتية غنية حيث قضت تسع سنوات في قسم الإنتاج والتسويق والمكلفة بحوالي عشرين علامة تجارية وشركة كبرى ك » أكوا » كماانها أدارت لمدة سبع سنوات مهرجان تيمتار وكلها مصالح اقتصادية تعود لصاحبنا المعلوم الذي يدير السياسة والاقتصاد على حد سواء ويطبق المثال المغربي : « خيرنا مايديه غيرنا  »
ياحسرة …!
كل هذه الخبرة وهذا التراكم ودبلوم الدراسات من مدارس عليا من ماما فرنسا في التسويق وغابت لحظة استثمار حقيقية لخدمة الوطن وتجسيد فعلي للشعارات المرفوعة من خلال الوقوف في زمن الذروة السياحية ومراقبة كل المرافق السياحية والوقوف على الفوضى والاختلالات التي عرفها القطاع والاستماع لشكاوي الزوار والزبناء وأصحاب الخدمات وتشكيل لجان تتبع للسهر على ضبط عملية اصطياف 2022 سواءبالنسبة لمغاربة الخارج او الداخل .بعد تفشي ظاهرة الإبتزاز وسوء الخدمات والسرقة والتحايل وضعف البنية التحتية والزيادات الصاروخية التي تنم عن عقلية انتهازية اتجاه الزبون وغيرها من المعيقات التي تسيء إلى القطاع ومن خلالها الى سمعة المغرب.
كلها ملاحظات راكمتها أجهزة المراقبة ولم تجد لها حلا لحدود الساعة بل وترتفع وتيرتها كلما حلت هذه المناسبة . فالمواطن لوحده يعاني دون تدخل الأجهزة الوصية مما يجعله عرضة لكل أنواع التعسف.
في المقابل ماالسر الذي جعل وزيرتنا تطيرجنوبا مفضلة وجهة إفريقية على بعض الأمكنة المعلومة شمالا ؟ هناك من يقول ان سحر زنجبار لايقاوم والوزيرة كباقي مسؤولينا الكبار يفضلون قضاء عطلتهم في أماكن بعيدة المنال وباهضة التكاليف حيث لايوجد فيها » كحل الراس ديالنا « فمنطقيا كيف يستقيم الأمر أن تمر سنة كاملة ونحن في احتكاك دائم مع شريحة مزعجة في كل المواقع . يجب تغيير كل شيء من أجل تجديد الطاقة والحيوية والنشاط لاستئناف عام جديد . ولتحقيق الهدف تحتاج هذه العينة الراقية لمناظر استثنائية « اوريجينال » تسلب عقول زوارها بسحرها وعبقها. كمايحلو لبعض العقليات المستلبة فرنكوفونيا.
مجرد ذكر الإسم له سحر أخاذ يجذبك إليه فتبدي رغبة وطواعية دون تردد .كيف لا وهو يستمد جذور نشأته من الفارسية وخليط من الأجناس حيث كان العرب يشتغلون بالتجارة.زنجبار التي تعني جزيرة القرنفل أو «بر الزنج»، ويقال ان العرب سموها في الاصل « زين ذا البر » بمعنى « هذا البر جميل » في وصف الجمال الطبيعي الذي تتمتع به.
ألم تلاحظوا معي مجرد وصف المكان تحس بموسيقى وشاعرية لاتقاوم …؟ فكيف بزيارة مباشرة لهناك أظن مادفع الوزيرة بامكاناتها المعنوية والمادية للزيارة دافع أساسي لبعضنا على الأقل البحث عنها ولو على الورق.
« لي مشاف يعرف ولايتنزه شغلو هداك  »
حين تنظر لصورة الوزيرة رفقة أفراد عائلتها في تنزانيا وكأنها صورةملصق لفيلم الأكشن(la jungle ) يغري بالمشاهدة .
فعلا لقد اثبتت الوزيرة كفاءتها في الدعاية لزنجبار تلك الجزر الساحرة وكيف استطاعت أن تعيدها للذاكرة بعدما نسيتها لمدة ليست باليسيرة حين كنت أسمع عنها قصصا غريبة في صغري بساحة جامع الفنا عند القاص والحكواتي(عبدالرحيم الأزليةومولاي أحمد ) بطريقتهما الفريدة وهما يحكيان عن مغامرات التجار العرب في جزيرة زنجبار وصف يغري ويشد الانتباه والأنفاس .
شكرا سيدتي الوزيرة …!
ها أنت سيدتي تعيدين سيرتها الأولى لكن بطريقة مستفزة . مادمنا نعيش مع هذه الحكومة عديمة الكفاءة على وقع الإبتزاز والإستفزاز .

اخر الأخبار :