ولم يشعر الدكتور حامد سيد، استشاري أمراض النساء والتوليد، والمسؤول عن عملية ولادة الطفلة بالمفاجأة، كما يقول لموقع « سكاي نيوز عربية » لأنه تابع حالة شقيقتها الكبرى منذ 5 سنوات والتي تتشابه معها في الحالة نفسها، بتغيير لون العين اليمنى عن اليسرى فضلا عن الشعر الأبيض.

وعقب ولادتها خضعت الرضيعة إلى فحوصات طبية عديدة للوقوف على حالتها الصحية وقضت ساعات في المستشفى للاطمئنان عليها ثم غادرت رفقة أسرتها المكان متجهة إلى بيتها قرية منشأة العماري بمحافظة الأقصر.

ويضيف سيد في حديثه لموقع « سكاي نيوز عربية »: « تلك حالة نادرة تسمى متلازمة ورد امرج، وتحدث لطفل واحد من بين 40 ألف طفل على مستوى العالم، وتظهر من خلال لون عيون الأطفال وخصلات الشعر، وقد تتسب في مشاكل بالسمع.

وعن حالة الطفلة « روئ » التي ذاع صيتها في الساعات الأخيرة  يتحدث الطبيب الأربعيني قائلا: « منذ سنوات طويلة أقوم بالإشراف على الحالة الصحية للأم، وسبق أن خضعت لعمليتين ولادة قيصرية، والعملية الثالثة مرت بسلام والرضيعة تتمتع بصحة جيدة ».

وعلت الابتسامة وجه الأم بينما تنظر إلى طفلتها الصغيرة، تأملت ملامحها بينما تدرك أنها مسألة مؤقتة لن تستمر طويلا وفقا لطبيبها في حديثه لموقع « سكاي نيوز عربية » مشيرا إلى معايشتها لتجربة مماثلة في طفلتها الثانية التي اختفى الشعر الأبيض من وجهها عند وصولها إلى سن الخامسة.

ويسترسل حامد لموقع « سكاي نيوز عربية »: « الطفلة تملك عين يسرى باللون الأسود واليمنى زرقاء، وتعاملت الأم والأسرة مع الأمر بصورة طبيعية، لكن بالتأكيد أثارت دهشة أهالي قرية منشأة العماري التي تنتمي لها العائلة ».

ويوضح استشاري أمراض النساء والتوليد لموقع « سكاي نيوز عربية » أنه على مدار 17 عاما من العمل في مجاله لم يلتقِ بحالات مصابة بمتلازمة ورد امبرج، إلا مع الأسرة ذاتها سواء في الطفلة الثانية أو الثالثة.

والسبب الرئيسي في إصابة حديثي الولادة بمتلازمة ورد امبرج  يعود إلى زواج الأقارب، بحسب الطبيب الأربعيني حيث تزوجت الأم من ابن عمها، وتلك الخطوة تتسبب في إصابة الأطفال بعدد كبير من الأمراض، وكثيرا ما ينصح بالدخول في هذه التجربة بحذر.

ويشدد استشاري أمراض النساء والتوليد في حديثه لموقع « سكاي نيوز عربية » على أهمية متابعة الحالات المصابة بمتلازمة ورد امبرج باهتمام بالغ حتى لا يصاب الأطفال بالصمم نتيجة لعدم مراقبة أوضاعهم الصحية وإجراء فحوصات بصورة دورية.

ويختتم حامد حديثه لموقع « سكاي نيوز عربية » قائلا: « من النادر التعامل مع حالات مشابهة، لذلك من الصعب نسيان الطفلة « روئ » ستظل في الذاكرة لسنوات طويلة، لذلك قمت بالتقاط عدد من الصور التذكارية معها ».