من سوق الأربعاء مراكش: غلاء الأعلاف وارتفاع سومة « الصنك » يلهب ثمن أضحية العيد

3416 مشاهدة

من سوق الأربعاء مراكش: غلاء الأعلاف وارتفاع سومة « الصنك » يلهب ثمن أضحية العيد

 

« كان الله في عون الكساب والمواطن » انه  تعبير  لأحد زوار السوق الأسبوعي  » الأربعاء جماعة السويهلة » نواحي مدينة مراكش، فعلى بعد أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك بدأت تذب في هذا السوق الذي تقصده أغلب الأسر المراكشية  حركة غير عادية، تتماشى وارتفاع الطلب على أضحية العيد، جريدة مراكش الإخبارية انتقلت إلى هذا السوق من أجل تقريب متتبعيها من الأجواء العامة وسعر الأضاحي من خلال التقرير التالي:

  • غلاء الأسعار

بعد ولوج السوق الأسبوعي توجهنا بالسؤال لأحد الكسابة حول ثمن الأضحية بلغة أهل الحرفة  » كم ثمن رأس السوق..؟

 

بعد صمت قصير « 4800ّ درهم، ستة وتتسعون ألف ريال.. لم تكن إجابة كافية، وبعد استقصاء وبحث وجدنا صاحب أكبر خروف بالسوق لعله يخبرنا بحقيقة الثمن وجودة المنتوج هذه السنة، على أمل ان يخلل الأذان بثمن تفند معه مقولة  » السوق طالع والمليح موجود » وبعد السؤال  » ما ثمن هذا الخير » كان الجواب على طرف اللسان « 6000 درهم، مئة وعشرون ألف ريال ».

وعلى مقربة منه كساب بجلبابه البرتقالي يمسك في يده عصى غليض يهش بها على غنمه، « أكباش متوسطة الحجم وأخرى صغيرة  » يطلق عليها أهل الحرفة  » الغنم الركيكة » وفي التداول اليومي يطلق عليها  » أضحية المسكين »

نفس السؤال طرحنه على صاحبنا  » كم الثمن؟ اخبرنا أن اقلها يصل ثمنه إلى 1500 درهم ثلاثون ألف ريال وأغلاها ثمنا يصل إلى 2500 درهم خمسون ألف ريال.

  • غلاء الأعلاف وارتفاع سومة الصنك

ونحن نتجول داخل السوق ونستقى أراء الكساب والزبون معا، صدفنا  » أمين رحبة البهائم » توجهنا له بالسؤال مباشرة ما سبب غلاء الخروف؟

 

مجيبا السبب المباشر هو غلاء الأعلاف، إذ يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد من العلف مابين ثلاث درهم ونصف إلى أربعة دراهم ونصف، مما أرهق جيب الكساب، نهيك عن غلاء الأدوية وطول فترة الرعاية، وهو يعدد الأسباب قاطع الحديث كساب يظهر أنه متضايق من طريق تدبير عملية الولوج للسوق المذكور قائلا  « حتى  الصنك غالي »  يصل إلى 15 درهم للرأس الواحد من الأغنام و30 درهم للأبقار.

إلا أن  » لمين السوق » عقب على ذلك كله قائلا: أنه لا يمكن الحكم من الآن على معقولية الثمن ونحن على بعد 20 يوما من العيد فقد ينقلب السوق وتتوفر رؤوس الأضاحي بشكل كبير  في هذه الحالة سيكون الكساب أمام أمر الواقع ويخفض من ثمن الخروف.

  • المواطن يتساءل حول سبب الغلاء مع وفرة الأمطار

وسط الاغنام كان كل كساب  يدلى بدلوه حول أسباب الغلاء، تقدم إلى الواجهة مواطن يحمل شكواه وهمه قائلا: » هادشي بزاف » رفقا بالمواطن البسيط، مردفا من المفترض هذه السنة أن يكون ثمن الأضحية مناسبا بالنظر إلى وفرة التساقطات ووفرة العلف، موجها نظره نحوى خروف متوسط الحجم قائلا: وهو يحمل الحسرة والآسي  » لقد اقتنيت مثل هذا الخروف السنة الفارطة ب 1000 درهم والآن يطلبون 1700 درهم » مردفا « إنه الضحك على الذقون ومهلكة للمواطن البسيط  » واش المسكين ليس له الحق في العيد » تعالت أصوات الكسابة معاتبين إياه: « أنت لا تعرف الطريق الطويل الذي قطعها هذا الخروف حتى يصل إليك والشقاء الذي تبعه وما أنفق عليه…  كثر الصراخ والأخذ والرد ومقولة « كان الله في عون الكساب والمواطن » لازلت تحوم في الإرجاء.

  • من يطمئن المواطن بوفرة الأضحية ويضمن للكساب الربح؟

يأتي عيد الأضحى هذه السنة مع انطلاق العطلة السنوية، وفتح الحدود أمام الجالية المغربية المقيمة في الخارج المتعطشة لزيارة البلاد والأحباب، بعد مدة طويلة من الإغلاق والانقطاع عن أرض الوطن، الأمر الذي يتوقع معه ارتفاع الطلب على أضحية العيد وانتعاش الكساب، هذا ما يجعل المواطن والأسرة المغربية أمام ضغط ارتفاع الثمن مع ارتفاع الطلب، ويتساءل مجموعة من المواطنين حول الضامن الذي سيحقق التوازن داخل الأسواق المغربية، من حيث توفير الأضحية بجودة مناسبة وثمن مناسب ، مع العلم أن سوق الأضاحي مع كل موسم  يعرف فوضى  وتلاعبا في الأثمان من طرف الوسطاء أو المحتكرين لهذا السوق، وحتى لا تتكرر واقعة الدار البيضاء ـــ نهب الكساب في واضحة النهار والشمس تحرق ـــــ فالمطلوب حسب إفادات لمواطنين التقتهم الجريدة هو تدخل السلطات المعنية المكلفة بمراقبة سواق الماشية  لضمان تنافسية شريفة بين « الكسابة » وتحافظ على القدرة الشرائية للمواطن البسيط.

 

 

 

 

 

 

اخر الأخبار :