أعلنت شرطة الكالا لا ريال امس الاربعاء عن مقتل الطفلة المغربية خولة الهيبة ذات الرابعة عشر عاما، بالقلعة التاريخية لاموطا بالكالا لاريال التابعة لمدينة خاين اقليم الأندلس باسبانيا.
وقد ذكرت والدتها حكيمة بأن ابنتها خرجت على الساعة الثامنة مساء لمراجعة الدروس برفقة صديقتها الاسبانية، ولكن عند الساعة التاسعة اتصلت بوالدة هذه الأخيرة، وهي تشتغل محامية لتسألها هي الأخرى هل وصلت ابنتها للبيت، الأمر الذي حير الأم لتبلغ الشرطة عندما تأخرت خولة عن موعدها.
بينما تأكد مصادر الشرطة بأن الجاني وهو شاب في 22 من عمره منحدر من امريكا الجنوبية وهو اسباني الجنسية وامه محامية ايضا باسبانيا، اتصل على الساعة الثامنة والنصف برجال الشرطة ليخبرهم بقتله الفتاة الضحية، ولكن عندما حضرت الشرطة لعين المكان لم يكن متعاونا، ولم يتحدث لغاية الأن.

وقد شكل هذا الحادث الأليم صدمة لدى الجميع وخاصة وسط صفوف التلاميذ، وبالضبط اعدادية الفونسو الحادي عشر حيث كانت تدرس الضحية خولة في الصف الثالث اعدادي وهي من النجباء بالمعهد يقول مدير المؤسسة. « نحن لا نقول ذلك لأن هذه المأساة حدثت. لقد كانت طالبة جيدة جدًا وكانت دائمًا على استعداد لمساعدة الآخرين » .
بكت المدينة كما الكنيسة، التي وجدت الجثة بقربها وهي كنسية Igleisa de Santo Domingo، بل عبر الكبير والصغير عن حزنه بهذا اليوم الطويل والقاسي على رحيل زهرة بمقتبل عمرها وما كان ذنبها إلا برائتها، وذئب بشري اختطف حياتها، وقتلها بدون رحمة، كما حاول سابقا مع اخرى غيرها، فالجاني صاحب سوابق في الاعتداء، كما أكدته المصادر الرسمية لـ Diario JAÉN ، فقد سبق للجاني منذ 8 سنوات، وتحديداً في 31 مارس 2014 ، أن اعتدى على فتاة في العشرينات، بالقرب من ساحة خردة ، في منطقة Camino de la Casería. ووقع الهجوم بعد أن سأل الجاني الذي كان يبلغ من العمر انذاك خمسة عشر عامًا، الضحية ، وهي شابة في العشرينات من عمرها، واستغل الفرصة لكونها تسير بمفردها ، عن الوقت.

ثم انقض عليها، وطرحها أرضاً. كان المعتدي أطول وأقوى بكثير من الفتاة. وأشارت الخدمة 112 إلى أن المرأة لم تتعرض لإصابات، بل هي التي أبلغت بما حدث. كان تدخل القوات الأمنية سريعاً وفعالاً. بمجرد أن حصلوا على وصف المراهق ، بدأوا البحث. وتمكن عناصر من الشرطة المحلية ، خلال دقائق ، من إلقاء القبض على المعتدي. وقد استغرب الجميع حينها حصول ذلك خصوصا في واضح النهار وأن ممر الدراجات هو اصلا مكان مزدحم وبالتحديد خلال فترة الربيع والصيف.
وبعد أن بلغ الجاني الثانية والعشرون أعاد الكرة وَيَا للاسف بالقتل العنيف، لترحل ضحيته خولة الطفلة البريئة.

وقد صرحت لنا والدة الضحية المحطمة فعليا بأن هناك
فخًا في هذه القضية، وبأن ابنتها لم تعرف المجرم قط، الذي تم القبض عليه، وهناك طرف ثالث غائب في التحقيق وهي الفتاة التي كانت تدرس معها ابنتها، وكيف وصلت جثة خولة لهذه المنطقة؟! ».
ومازالت القضية قيد التحقيق، ولم يتم الاعلان عن نتائج تشريح الجثة بعد، كما أعلن عمدة المدينة مارينو اغيليرا عن ثلاثة أيام حدادا على رحيل خولة، وتعليق جميع الاحتفالات المرتبطة بالكرنفال المبرمج لهذه الأيام، وتكلف المجلس البلدي بترحيل الجثة للدفن بورزازات بالمغرب.
كما أكد سكان المنطقة تضامنهم الفعلي مع عائلة الضحية خولة، بل جابوا المدينة بقول: لا إله الا الله محمد رسول الله » كما رفعت لافتات مكتوب عليها: نريد تحقيق العدالة لخولة، وقد عبر الجميع عن حزنه سواء عبر وسائل الاعلام المحلية او الوطنية او مواقع التواصل الاجتماعي كما هو حال خوانما مورينو ، رئيس المجلس العسكري الأندلسي ، الذي أشار إلى الجريمة على تويتر: « قلبك يتجمد مع قضية لها كامل العقوبة. عناق كبير لعائلتها ولكل الكالا لاريال »

كما تطرق بيدرو سانشيز ، رئيس الحكومة ، إلى القضية في الجلسة الرقابية لمجلس النواب. على وجه التحديد ، خاطب زعيم Vox ، سانتياغو أباسكال: « أريد أن أبلغكم أن شابًا قد اعتقل لقتله فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا في Alcalá la Real.  »
كما شدد على ضرورة التعليم على وجه التحديد لتجنب التهويل على العنف الجنساني الذي يعاني منه العديد من الفتيان والفتيات « .
كما ندد فرانسيسكو رييس، رئيس المجلس الاقليمي، وعبر عن ذلك بقوله: « اليوم هو يوم حزين للغاية على أرضنا » لأن هذه الوفاة العنيفة قد حدثت »كما اعرب عن تعازيه وتضامنه مع الضحية واهلها.
رحلت الشهيدة خولة على مقربة الكنسية الشاهدة على برائتها، لتترك والدتها حكيمة المكلومة منتظرة تحقيق العدالة، مع حيرتها، و اسئلتها: كيف قتلت خولة؟!!!!