يعرض الفنان الصغير يوسف فرقان أعماله التشكيلية بمؤسسة البشير، بعدد من اللوحات ذات الجماليات المتعددة، والفنيات المستقاة من الفن التشكيلي المعاصر. ويعتبر الفنان الصغير الموهوب يوسف فرقان أحد المبدعين الذين يتفانون في إغناء الحقل الفني الطفولي بغزير إنتاجاتهم. فهو ينوع في المادة الفنية ويتجه في تشكيلاته نحو عدد من الاتجاهات الفنية، وذلك لموهبته الراسخة، وقدرته على التشكيل بطرق متعددة. ولا شك أن معرضه اليوم يؤكد هذا التنوع،

حيث رصد مجالا من التشكيل استهواه واقعيا فرسمه تشكيليا، إذ تشكل فيه عملية البناء رسما دقيقا لأشكال تختزل وراءها مجالا فسيحا من الألوان المتناسقة، فضلا عن التنظيم الدقيق في توزيع المساحة التي يصنعها وفق منظور مترامي الأبعاد، كي يحرك سكونية الفضاء كنص صامت محكم بنسقية متوالية من التعبيرات المفعمة بمجموعة من الدلالات الصورية، والأنساق المختلفة، التي يتم استجلاؤها وفق الأسس الواقعية،

وهي في عمقها تشكل مواد دالة على أوصاف من الواقع، تتأرجح بين وهج الألوان الجميلة وتحولات المادة التشكيلية وفق الأشكال التي تقترن بمواد واقعية، التي يصنعها بتنويع في الشكل، وهو ما يجعل المجال التناسقي في حلة رائقة، فهو يترك للفراغ مساحة مضبوطة لاختزال المادة التعبيرية، فيلجأ إلى إبراز المنجز التشكيلي بتمظهراته اللونية وجماليات الرسومات، وهو أداء وإن كانت تتبدى فيه اجتهادات المبدع الصغير، فإنه أيضا يظهر اقتران العملية الإبداعية بالبناء على ملمس جمالي فاتن، مما يفاجئ بنبضات تحولية، وهو ما تنتجه صناعة الرسومات بألوان زاهية وتنوع أشكالها، ليمسي جوهر الجمال لديه،

مادة فنية لصيقة بالعملية التشكيلية المعاصرة، وتلعب فيها التقنية المستعملة دورا محوريا، فيروم لمسات فنية، يكتنفها الربط التقني بين مختلف العناصر المكونة لأعماله، من ألوان متنوعة، وهندسة فنية وتوزيع دقيق للعناصر التشكيلية.