معاول هدم الفسيفساء المغربي- الأندلسي تحملها شركة مغربية بعد سطو الجزائر على رسومه
1915 مشاهدة
تجرأت شركة -في غياب سلطة الرقابة المختصة- على استعمال جداريات الفسيفساء الأندلسي- المغربي في علب تغليف كرتونية غير ذات قيمة تتقاذفها أرجل العبث وتدوسها الأقدام في الشوارع دون مبالاة، وتقودها المكانس في ركام القمامة إلى حاويات الأزبال،،
ولم يتوقع مواطن حر على مر تاريخ بلادنا، أن يبلغ الاستخفاف بالتراث الوطني مبلغ هذا الازدراء بحضارة المغرب، أن تمتد اليد الهمجية لبتر يد الصانع المغربي المبدع وقطعها، وإهانة حرف المغرب بإسقاط التاج من على رأسها وإنزال تحفها الفنية وزخارفها الساحرة وإبداعها المبهر منازل دون ذوي الهمم دعاة الفخار إذا ما دعاهم داع قالوا هذه آثارنا تدل علينا.
وإذا كانت القيامة قامت بسطو الجزائر على الفسيفساء المغربي حيث زينت برسوم جدارياته أقمصة منتخبها الوطني لكرة القدم، وانتفض المغرب بكل مكوناته دفاعا عن تراثه وعن فنه وصنعة حرفه وفي ذلك دعاية لتاريخه على أبدان الخصوم…فكيف لا تقوم القيامة على هدم التراث االمعماري الوطني بمعاول المؤامرة والتواطؤ ومن جانب الذين يفترض ان يكونوا سندا لحضارة بلادهم في الترافع عليها لتسجيل مكوناتها تراثا ماديا او غير مادي للإنسانية تعترف به المنظمات الأممية المختصة.
وإنه لمحزن جدا أن تؤول رسوم الزليج المغربي – الأندلسي وفسيفسائه بلوحات التشكيل على جداريات المعمار المشكلة بشتى زخارف الألوان والتقطيعات، إلى مصير الوطء تحت الأقدام وإلى محارق الأزبال بعد إذ هي زينة قصور الملوك والسلاطين ومن والاهم من ذوي المقام العالي والمرتبة الرفيعة وكل ذي همة وشكيمة من الأعيان له جاه ومال.
وعسى لا يكون في أذن اي مسؤول ومواطن غيور، وقر ليسمع نداء الوطن والتاريخ والحضارة والواجب للتصدي لمؤامرة إسقاط التيجان من عليائها تروم المس بمقدسات البلاد والحط من تاريخ حضارتها وتبخيس رموزها، وعسى لا يكون كل ذلك مقدمة لها ما بعدها.