مصر.. العسل الطبيعي لتقوية المناعة والحماية من فيروس كورونا
1976 مشاهدة
يحتاج إنتاج الأدوية الجديدة إلى مراحل بحثية تستغرق سنوات، لذلك مع بداية جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد – 19»، بدأ العالم يتجه إلى الأدوية القديمة المضادة للفيروسات لاستخدامها في تخفيف أعراض المرض، لأن ذلك هو الحل للتعامل مع حدث طارئ. ورغم أن دراسات أثبتت أن بعض هذه الأدوية مثل «هيدروكسي كلوروكين»، يسبب أعراضا جانبية خطيرة؛ إلا أنه يوجد في بروتوكولات العلاج الخاصة بالفيروس في أكثر من دولة حول العالم، وهو ما دفع الطبيب المصري محمود طنطاوي، استشاري القلب والأوعية الدموية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وزميل جمعية القلب الأوروبية، باحث بجامعة لندن، إلى التفكير في عسل النحل، فهو مضاد للفيروسات، ويتميز على هذا الدواء وغيره من الأدوية في أنه لا يسبب أي أعراض جانبية.
ولم يجرِ طنطاوي من قبل أي أبحاث على استخدامات العسل الطبية؛ ولكن 12 ألف و750 بحثا وثقت لفوائده الطبية المتعددة ومنها مقاومته للفيروسات، دفعته إلى إدخاله ضمن الخيارات المتاحة لمواجهه (كوفيد – 19)، وبدأ بالفعل إجراء تجربة سريرية عالمية، يشارك فيها ألف مريض حول العالم،
وتم الإعلان أخيراً عن هذه التجربة في قاعدة بيانات التجارب السريرية حول العالم (ClinicalTrials.gov). ويقول طنطاوي لـ«الشرق الأوسط»، «العسل حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الجروح الموضعية في عام 2007 باعتباره أقوى عامل مضاد للميكروبات، وتم اعتباره كبديل لدواء الأسيكلوفير في علاج فيروس الهربس البسيط 1 (HSV – 1)، وتم إثبات تأثيره الكبير المضاد لفيروس الحماق النطاقي (VZV)، وأثبت العديد من الدراسات التأثير الواسع للعسل كمضاد للجراثيم والفطريات، وأوصى به المعهد الوطني للصحة وتميز الرعاية (NICE) ببريطانيا، كخيار أول لعلاج السعال الحاد الناجم عن عدوى الجهاز التنفسي العلوي، وهو أحد أعراض COVID – 19. وتضمنت المبادئ التوجيهية للصحة العامة في إنجلترا (PHE) نفس التوصية».
ويأمل طنطاوي أن تمنح نتائج التجربة السريرية لاستخدام العسل في علاج أعراض (كوفيد – 19)، والمقرر إعلانها نهاية العام الجاري مزيدا من الترويج لهذا المكون العلاجي المهم الذي لم يأخذ حقه من الترويج الإعلامي، رغم أنه أرخص في السعر وأكثر فائدة من الناحية العلاجية، عند مقارنته بأدوية أخرى.
ويقول: «مثلما وجهت الجائحة أنظار العالم نحو استخدام الكحول في التطهير على حساب مكون آخر أقل قيمة منه وهو الديتول، ولكن تدعمه آلة إعلامية ودعائية ضخمة، أتمنى أن تقود تلك الأزمة إلى إعطاء العسل حقه كمضاد للفيروسات على حساب أدوية أخرى تسبب أعراضا جانبية، ولكن تدعهما آلة إعلامية ضخمة».
وبدأت التجارب السريرية التي ينفذها الباحث في 18 أبريل (نيسان) الماضي، مع مريضين أميركيين، وانضم للتجارب مرضى من إندونيسيا، وسينضم لها مرضى من دول أخرى أوروبية، بالإضافة إلى مصر والسودان.
والمفارقة التي يشير طنطاوي هي أنه وهو يقيم في مصر، لم يستطع حتى الآن إنهاء الاعتمادات التي تسمح له بإجراء التجربة السريرية، بينما كان الأمر أيسر في الولايات المتحدة التي تم كانت البداية منها. ولم يجد أي صعوبة في إقناع مرضى أميركيين في المشاركة بالتجربة السريرية، مشيرا إلى أن لغة الخطاب التي اعتمد عليها هي التطرق للأبحاث العلمية التي أجريت على العسل، وتم تجنب أي تلميحات عقائدية.
وتكشف قاعدة بيانات التجارب السريرية حول العالم (ClinicalTrials.gov) تفاصيل التجربة السريرية التي سيجريها الطبيب المصري، حيث سيتناول كل مريض كمية من العسل مقسمة إلى 3 جرعات يومية، بحيث يزن المريض نفسه وكل كيلو من وزنه يقابله غرام واحد من العسل الطبيعي، فالمريض الذي يبلغ وزنه مائة كيلوغرام، سيتناول مائة غرام عسل يومياً على 3 جرعات متساوية لمدة 14 يوماً متصلة. وتقارن التجربة سرعة الشفاء بين مرضى حصلوا على الأدوية التقليدية المستخدمة في بروتوكولات العلاج، إضافة إلى العسل، ومجموعة أخرى من المرضى لم يحصلوا إلا على الأدوية التقليدية بدون العسل.
ومقاييس سرعة الشفاء التي ستعتمدها التجربة هي الفترة التي احتاجها المريض للانتقال من حالة الحمى إلى اللاحمى، والفترة التي تحتاجها الرئة للانتقال من حالة الالتهاب إلى عدم الالتهاب، وفقا لنتائج الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية.