مركز نور للترويض الطبي والتأهيل في بوسكورةمشروع اجتماعي بأهداف ربحية تحت شعار مزيفالحلقة السادسة والأخيرة
1829 مشاهدة
هذا التقرير الإخباري الذي تنشره (مراكش7) في حلقات هو خلاصة سريعة لمعاينة شخصية على مدى أسابيع في تجربة مرت من مواقف كثيرة لم تخل من عنث ووعثاء في التواصل وفي تقييم الخدمات وتقدير التكاليف وإعداد الفواتير وترتيب الأداءات… ولا يتغي التقرير النيل من أي طرف على أي مستوى يتحمل مسؤولية في مركز نور الاستشفائي للترويض الطبي والتأهيل في بوسكورة
أرجوحة مركز نور، خدمات تائهة بين جناحين وبين فئات النزلاء
يعرض مركز نور خدمات متنوعة للاستشفاء والعلاج، بعضها مجاني وبعضها مدعوم وخدمات أخرى مكلفة يؤدى عنها، وتتحمل الودادية المغربية للمعاقين التكاليف بالنسبة للذين يعجزون عن السداد ويشكون الهشاشة تقديرا لظروفهم.
والتدخلات العلاجية المجانية لمركز نور تعد بالمئات ترهق من جهة ميزانية النسيج الجمعوي الذي يشرف على المركز ويموله، وتضغط من جهة أخرى بكتلة المرضى على أقسام العلاج مما يؤثر على مستوى الخدمات.
ولم يعمل التوسع المعماري للمركز من تجويد الخدمات وتحسينها ولم يحافظ لها على سابق سمعتها، فالأجنحة الجديدة لمركز نور تم تخصيصها لفئات من المجتمع مؤهلة بالإمكانيات غير المتاحة للطبقات الوسطى المُؤَمَّنة بالانخراط في صناديق منظمات الاحتياط الاجتماعي أو غيرهم من المواطنين البسطاء الذين يقصدون العلاج على حساب المأكل والمشرب والملبس وضروريات العيش.
في الأجنحة الجديدة، غرف بسريرين من أحدث ما تم انتاجه بأفرشة جديدة ملائمة ذات حشوات صحية مريحة يستفيد نزلاؤها من خدمات سريعة تقدمها كفاءات مجرَّبة ذات خبرة، ويحظون بالزيارات المتعاقبة على مدار الساعة لأطباء المركز، ولا غرو فالأداء عن الإقامة والاستشفاء يناسب مستوى التجهيز والخدمات.
الجناح الجديد في مركز نور مصحة خصوصية على أساسها يتم التتويج بالجوائز وبقياس الجودة وتحصيل الشهادات، وهو العلامة التسويقية لمركز نور للترويض والتأهيل في بلدان الشرق الأوسط وفي أفريقيا وبعض زبنائه من هذه القارة.
أما في الجناح الآخر فالغرف ذات أربعة أسرة تحتاج إلى تجديد وبعض تجهيزات الغرف تفتقد للصيانة والنزلاء إما مشمولون بعطف الودادية المغربية للمعاقين تؤدي عليهم مصاريف العلاج والاستشفاء كله أو بعضه، أو هم مستفيدون من التغطية الصحية أو أنهم ليسوا لا من هؤلاء ولا من أولئك.
ويقوم على خدمة نزلاء هذا الجناح مساعدون وممرضون شباب حسب التخصص يتناوبون في إطار برمجة أسبوعية متجددة تُسند مجموعة من الغرف كل مرة لفريق بحسب الجنس، الإناث للنساء والذكور للرجال ويشرف على الجميع ممرض رئيس ومساعدوه ومعهم مربية.
كل أفراد المجموعة يؤدون واجباتهم بمسؤولية بحس إنساني وتعاطف اجتماعي ولكن تحت الخوف من العقوبة التي تمس بصفة خاصة الراتب، فهؤلاء ربما يحتاجون إلى حوافز وإلى إغراء بالقرب منهم أكثر مما يحتاجون إلى وعيد أو التشديد عليهم بالتزامات العمل وواجبه مقابل الأجر.
وهؤلاء لاسيما المربية ومقدمات الرعاية، يشتغلون بأسلوب يحتاج إلى مراجعة في بعض الترتيبات وعلى مستوى التنسيق كي يكون الدور الرقابي فعالا وناجعا في ضبط حاجيات النزلاء وأغراضهم والاستفادة منها عند الضرورة وكذا تحقيق الكفايات المرجوة في الغذاء والتنظيف والترويض والتأهيل على أساس تصنيف النزلاء بين مرضى عاجزين كليا وبين ذوي الإعاقة الجزئية، مع ما يتطلبه ذلك من توثيق للجرد والحصر.
كنوبس ومركز نور سؤال يبحث عن الجواب
ويضع مركز نور طالبي الاستشفاء المتمتعين بالتأمين الصحي المستفيدين من صناديق منظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس)، في الغرف (الرباعية) ذات الأربعة أسرة فيما يتم تعويض المركز من طرف الصناديق عن الغرفة الثنائية ذات السريرين بمبلغ 550 درهما لليلة الواحدة مع مشمولات الإقامة من تدفئة وكهرباء وتغذية وتنظيف الملابس إضافة إلى أتعاب الأطباء والرعاية الصحية من قبل الممرضين مع ما يحتاجونه في ذلك من مستلزمات.
وليس للمريض المؤمن لدى (كنوبس) أن يطالب الإدارة بحق الاستفادة من غرفة ثنائية في مركز نور بموجب ما تخوله له عقدة التكفل سوى بترتيب مبالغ إضافية على نفقته بزيادة الضعف لأن جناح الغرف الثنائية في المركز هو لخاصة الخاصة.
رهان الودادية المغربية للمعاقين ضمن المشروع الملكي للحماية الاجتماعية
وإن الطموح في ظل مشروع جلالة الملك محمد السادس لاقرار حماية اجتماعية شاملة تضمن الكرامة للمواطن والعيش الآمن باستدامة، أن تبادر الودادية المغربية للمعاقينAMH في إطار الصلاحيات التي أقرها الدستور لجمعيات المجتمع المدني بمقترحات قوانين لتوسيع مفهوم الحماية الاجتماعية مناسبة وملائمة لطبيعة النسيج الاجتماعي في تطوره الراهن والمستقبلي الذي اتسعت في هرمه السكاني قاعدة فئة الشيخوخة بالمغرب.
فأنظمة الحماية الاجتماعية في المغرب ما تزال قاصرة عن إنصاف فئات المسنين العجزة الذين تتسع قاعدتهم في الهرم السكاني لبلادنا فيما ظل مفهوم الحماية متخلفا عن استيعاب التحولات المجتمعية والظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستجدة.
إن كثيرا من الأدوية والعلاجات غير مشمولة بالتغطية والتأمين رغم كلفتها المادية وكمية الحاجة إليها ومنها مرهمات ودهون ومحاليل وضمادات وأيضا أدوية وعلاجات إضافة إلى الحفاظات لكبار السن ومثلها من المواد شبه الطبية التي يستعملها مركز نور ويستخدمها في العلاجات وترهق ميزانيته وتثقل كاهل المرضى.
وتحصر الوكالة الوطنية للتأمين الصحي ANAM قائمة العلاجات الخاضعة للتعويض عن الأدوية على وصفات تهم كثيرا من الأمراض لكنها تتجاهل أمراض الشيخوخة والعجز التي كانت أبعد عن المجتمع المغربي قبل أن تتسع في السنوات الأخيرة قاعدة المسنين في هرمه السكاني وقبل أن تتطور السوق الوطنية في المواد التي تحتاجها الرعاية بالمسنين في حال الرقود والعجز التام عن الحركة وقضاء الحاجات الطبيعية ذاتيا وبشعور ووعي.
ولذلك وبطموح الودادية المغربية للمعاقين المنخرطة في المشروع الملكي الاجتماعي الطموح، لا بد وأن تتقدم بتجربتها نحو اقتراح التشريع وفرضه من خلال تشبيك الودادية لعلاقاتها مع أطراف وطنية ودولية ومن خلال تطوير آلياتها بما تملكه من رصيد الثقة لدى مؤسسيها وعلى رأسهم السيدة العراقي (مدام السلاوي) في مراكز القرار السياسي والإداري بالمغرب.
والمعول على الودادية المغربية للمعاقين في الارتقاء بمركز نور للترويض والتأهيل في بوسكورة مما يتهدده بالسقوط، أن تستقطب إليه كفاءات مؤهلة في مجال الاختصاص من جيل المتطوعين وجلب الدعم المالي واللوجيستي وكذا عقد شراكات مع مؤسسات التأمين ومع الكنوبس والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتوسيع أوعية التكفل والتغطية الصحية لنزلاء المركز حتى يتم تخفيف العبء على الجميع وتكون الخدمات بلا ثقل نفسي واجتماعي ومالي ومادي ليس على المعاقين فحسب، ولكن على أسرهم وذويهم وأقربائهم الذين يتحملون في صمت النفقات والأعباء أوزارا تنوء بها الجبال.
وأما قبل
وأما قبل، فليس كل ما في المركز يفقأ العين، إن غالبية العاملين ضمن أطقمه الإدارية والطبية وشبه الطبية والمستخدَمين والعمال يفسحون شوارع واسعة لأمل الحياة في وجه المرضى المعاقين وذويهم بإرادات صادقة ينكرون خلالها ذواتهم في عطاء بلا حدود وبذل دون انتظار الشكر والثناء.
ونتائج العمل الدؤوب المتواصل على مدار الساعة لفائدة التزلاء والرواد، غير قابلة للنكران كما أن جهود العاملين في المركز من أطباء وممرضين ومروضين ومساعدين والذين الى جانبهم إضافة الى الإداريين والمسؤولين عصية عن الجحود.
وشخصيا، أعترف رغم كل ما صغته في هذا التقرير نشدانا للكمال وطموحا في الارتقاء غيرة على المركز ودفاعا عن حقوقي وحقوق الغير في مواجهة ما نعتبره من زاوية نظرنا -باعتباره لا يوافق مصالحنا ولا يراعي ظروفنا الاجتماعية-، غبنا يلحقنا فيما نصف القمر غائب عن النظر، أن أشخاصا رأيناهم يتخلصون من الشلل والعجز ويتأهلون بالإعاقة للاندماج في مجتمع الحركة…
فعسى يكون هذا التقرير أنينا تصيخ إليه الودادية المغربية للمعاقين وإدارة المركز الاستشفائي نور للترويض الطبي والتأهيل ببوسكورة.
(انتهى)