مراكش تحتفي باليوم العالمي للسياحة
1761 مشاهدة
بمناسبة يوم السياحة العالمي 2023، الذي يحتفل به في 27 شتنبر، استضافت مدينة مراكش منتدى تحت شعار « الحكمة والتضامن والصمود المرن لإعادة البناء معًا »، للتأكيد من جهة، إلى دعم المغرب المطلق للموضوع الذي اختارته هذه السنة المنظمة العالمية للسياحة « دعم السياحة والاستثمارات الخضراء، الاستثمار في الكوكب والناس والرخاء »، ومن جهة أخرى، لإبراز صمود المغرب ومراكش و »بهجتها » بعد الزلزال؛ وقدرة المغاربة على التعافي واستقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
لقد نجح احتفال المغرب باليوم العالمي للسياحة في مراكش نجاحا حقيقيا، وذلك بفضل البرنامج الغني الذي تم وضعه، بشكل تشاركي طيلة يومين متتاليين، حيث ساهم في أنشطته المتنوعة جميع المهنيين والفاعلين في هذا القطاع الحيوي لبالدنا.
وبدأ البرنامج بحفل استقبال للوفود المشاركة وكذا لكل المسافرين في مطار مراكش المنارة حسب التقاليد
المغربية، ووضع خيمة ثقافية بجامع الفنا تظهر طقوس وتقاليد الضيافة المغربية، من خلال تنظيم عملية استقبال سياحي كبير من طرف الجمعية الجهوية للمرشدين، إضافة إلى تنظيم أنشطة تضامنية ثقافية وفنية بحديقة ماجوريل، التي انضمت إلى هذا الاحتفال من خلال استقبال الأطفال ذوي الإعاقة الحركية الذين أظهروا موهبتهم في الرسم من خلال إنتاج « لوحات » تصور بعض أبطال الوطن الذين تركوا بصماتهم على موجة التضامن المغربي إثر الزلزال الأخير.
كما تم عرض » تكنولوجيا الأسفار وعرض جولة افتراضية في المدينة القديمة، ونصب منطاد ضخم بألوان العلم المغربي في ساحة جامع الفنا، بحضور والي مراكش والسلطات
المحلية.
وقد كان الهدف من هذه الأنشطة الرمزية، حسب المنظمين، هو إبراز وتأكيد عزم كل الفاعلين في قطاع السياحة والمواطنين وكذا السياح الأجانب الحاضرين صدفة، على رمزية مواصلة الجميع عملية التحليق في الأجواء لضمان الاستمرارية وهيكلة القطاع السياحي في إطار استراتيجيي تشاركي وتضامني.
لقد كان تنظيم المنتدى السياحي بمراكش، فرصة لرئيس الكنفدرالية الوطنية للسياحة، حميد بن طاهر
وللعديد من رؤساء الجمعيات المهنية والاتحادات السياحية، للتحدث عن القيم الأساسية للشعب المغربي وإبراز قدرته على الصمود المرن، وذلك بإرسال رسائل قوية للمجتمع الدولي، من أجل تشجيع المسؤولين عن الصناعة السياحية على الاستثمار في المغرب وضمان مستقبل أخضر ومستدام لهذا القطاع الاستراتيجي.
ومن جانبهم، تبادل المهنيون في مجال السياحة تجاربهم واستعرضوا الاستراتيجيات التي يجب اعتمادها للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية، مع بناء مستقبل أكثر صلابة واستدامة للسياحة في المغرب.
كما تبادل خبراء القطاع والممارسون وجهات نظرهم حول كيفية وضع وتفعيل آليات « الحكمة والتضامن مع
الصمود المرن » من أجل « إعادة البناء معًا » و »تنشيط صناعة السياحة » و »بناء مستقبل سياحة أكثر استدامة. »
وعلى العموم كان الاحتفال باليوم العالمي للسياحة بمراكش نجاحا وطنيا وجهويا بامتياز، وذلك بفضل تعبئة جميع الفاعلين المؤسساتيين في قطاع السياحة، والفاعلين الجمعويين، والباحثين من جامعة القاضي عياض، ومهنيي التواصل، المنخرطين جميعا في دينامية ضامنة للبناء التشاركي.
وتندرج هذه الدينامية التضامنية الجادة في إطار التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، التي حفزت المغاربة ليس فقط على المزيد من التعبئة والالتزام معًا من أجل إعادة الإعمار وإحياء الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، بل أيضا على التحلي بالجدية والثقة الضرورية في مثل هذه الحالة، من أجل عالج وإعادة بناء المعنويات وتقوية نفسية المواطنين المنكوبين، وإعادة الثقة في السياحة الوطنية، وهي مسؤولية أساسية بنفس القدر من الأهمية.
وتنفيذا لهذه التوجيهات الملكية السامية تولد، خلال هذه المناسبة العالمية، إجماع لدى الخبراء والفاعلين في
قطاع السياحة المشاركين في المنتدى، على ضرورة القيام بإطلاق ورش إعادة البناء وفق الأولويات التالية:
•إعادة بناء أو إصلاح المباني والأحياء والقرى والمعالم التاريخية والمنازل التي دمرت أو تضررت من جراء
الزلزال.
•إعادة بناء الأنشطة والثقة، من خلال إعادة إطلاق النشاط السياحي، ودعم المشغلين وأصحاب المصلحة
(المعاملات والأنشطة والمنتجات والخدمات، وما إلى ذلك) وطمأنة الزوار إلى أسواق المصدر؛
•إعادة بناء المعنويات والعزائم وهويات مختلف جهات المغرب، وجبر همم سكانها بتحسين نمط حياتهم،
وضمان كرامتهم، والتضامن معهم.
نظم اليوم العالمي للسياحة 2023 بمراكش من قبل المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، بشراكة مع المكتب
الوطني المغربي للسياحة والكونفدرالية الوطنية للسياحة، والمكتب الوطني للنقل )مطار مراكش المنارة(، وبفضل التعبئة الاستثنائية للسلطات المحلية والمسؤولين والمنتخبين ورؤساء الاتحادات ورؤساء الجمعيات المهنية والشركاء المنظمين لهذا الحدث، وكالة DVP، وإدارة حديقة ماجوريل، و EBF، و 7Mind و Ciel أفريقيا.