مدرسة سيدي شيكر.. صرح علمي في خدمة تعليم القرآن الكريم

1874 مشاهدة

مدرسة سيدي شيكر.. صرح علمي في خدمة تعليم القرآن الكريم

 تعد مدرسة سيدي شيكر للتعليم العتيق بمدينة الشماعية، الواقعة بإقليم اليوسفية، صرحا علميا وحصنا روحيا استطاع أن يجعل لنفسه مكانا ضمن قائمة المدارس العتيقة عبر أنحاء المملكة، بمحافظته على تعليم القرآن الكريم وتلقين المذهب المالكي.

واستمرارا للإرث المعرفي في تلقين العلوم الشرعية، باتت مدرسة سيدي شيكر للتعليم الأصيل، رغم حداثة تأسيسها سنة 2014، تعرف إقبالا كبيرا من لدن الطالبات والطلبة الراغبين في تعميق معارفهم ومداركهم في العلوم الشرعية، وحفظ وتجويد القرآن الكريم بمختلف قراءاته.

واستطاعت هذه المعلمة العلمية، التي تشكل استمرارا لرباط تاريخي كان علمه سيدي شيكر الذي أفنى عمره في خدمة علوم القرآن، أن تقدم لطلبتها برنامجا متكاملا من الدروس يتنوع بين العلوم الشرعية وحفظ الذكر الحكيم وتعلم اللغات الأجنبية، تحت إشراف طاقم بيداغوجي وإداري متخصص.

ومنذ سنة 2018، أصبحت هذه المؤسسة تضم جميع الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي، إعدادي وثانوي)، إلى جانب داخلية تصل طاقتها الاستيعابية إلى 108 تلاميذ، والطاقة الاستيعابية للمؤسسة حوالي 240 تلميذا.

وتتوفر هذه المؤسسة المزدوجة (ذكورا وإناثا)، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على جناحين للداخلية، قاعة الأكل، مكتبة، مسجد، قاعة الاجتماعات، 5 حجرات دراسية، قاعة للإعلاميات وقاعة تحفيظ القرآن الكريم.

وساهم هذا الصرح العلمي، رغم حداثة تأسيسه، في تخريج أفواج من الحفاظ المتقنين لعلم القراءات، بعد ولوجهم إلى تخصصات عليا ضمن الأنساق الجامعية، حيث أصبحت رافدا لتزويد المساجد بالأئمة والخطباء والوعاظ والمؤسسات والمعاهد الدينية بأساتذة العلوم الشرعية واللغوية وأساتذة علم القراءات.

وبالمناسبة، أكد المشرف على مدرسة سيدي بالشيكر للتعليم العتيق بالشماعية، السيد حسن المؤذن، أن هذه المؤسسة تمثل إضافة نوعية لمنطقة احمر، لما لها من أهمية تاريخية، إلى جانب دورها في صون المذهب المالكي ومنهجيتها الوسطية ومناهضتها للتطرف.

وأضاف السيد المؤذن، في تصريح لقناة الأخبار المغربية (M24)، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذه المؤسسة اختير لها هذا الاسم من طرف الوزارة الوصية، تيمنا برباط شاكر الأزدي الذي يعد علما من أعلام المغرب، بل هو علم من أعلام الأمة الإسلامية الذين أفنوا زهرة أعمارهم في تعليم القرآن الكريم وتربية الأمة الإسلامية على الأخلاق الفاضلة، التي ابتعث بها الله تبارك وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم”.

وذكر بأن هذا الفضاء التعليمي فتح أبوابه في وجه التلاميذ والتلميذات في شتنبر 2014، مؤكدا أنه بفضل عناية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمدارس العتيقة ومجهودات الوزارة الوصية، دخلت المؤسسة سنتها السابعة، حيث يتابع فيها 220 طالبا دراستهم بها برسم الموسم الدراسي الحالي، من بينهم 50 طالبة.

وارتباطا بالأزمة الوبائية الناجمة عن مرض (كوفيد-19)، اتخذت إدارة المؤسسة جميع الإجراءات الوقائية، من تباعد جسدي وارتداء للكمامات والتعقيم، حتى يتمكن الطلبة والطالبات بمختلف الأطوار التعليمية، من متابعة دراستهم في أمن وأمان.

وأكد السيد المؤذن أن هذه المؤسسة تضم أطرا تعليمية كفؤة تدرس جميع المواد المدرجة ضمن التعليم العمومي، وطاقما إداريا وأعوانا يعنون بالتنظيف والمطعمة، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تمتاز كأخواتها المبثوثة في جميع أنحاء المملكة، بالتعمق في العلوم الشرعية، والقرآن وعلومه، والحديث وعلومه، ثم النحو والصرف والبلاغة.

والأكيد أن مدرسة سيدي شيكر للتعليم العتيق بالشماعية تظل صرحا علميا فريدا ضمن الحقل الديني بإقليم اليوسفية خاصة وجهة مراكش آسفي عامة، وبرهانا على العناية التي تحيط بها إمارة المؤمنين المدارس العتيقة حتى تؤدي وظيفتها التربوية والتعليمية في تلقين قيم الدين الإسلامي السمح والوسطي.

اخر الأخبار :