لكريني يستبعد المواجهة العسكرية في أوكرانيا ويتوقع نهاية الأزمة بنوع من التوافق حول المصالح

1717 مشاهدة

لكريني يستبعد المواجهة العسكرية في أوكرانيا ويتوقع نهاية الأزمة بنوع من التوافق حول المصالح

استبعد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش الدكتور ادريس الكريني نشوب مواجهة عسكرية في أوكرانيا، مرجحا أن تنتهي الأزمة الأوكرانية بحفظ ماء وجه جميع الأطراف، أي بحفظ مصالح روسيا الاستراتيجية المرتبطة بأوكرانيا، وحفظ مصالح المعسكر الغربي أيضا، وحفظ أمن واستقرار أوكرانيا.

وفي حديث له للقناة الثانية المغربية أبرز الكاتب والباحث الأكاديمي في العلاقات الدولية أنه لا يمكن فهم الأزمة الحالية دون أن نضعها في سياقاتها، وفصل قائلا:  » أوكرانيا منذ استقلالها عن مجموعة الاتحاد السوفيتي المنهار، كانت روسيا ترفض بشدة استقلالها، وفي 2004 كانت روسيا متحفظة كثيرا مما سمي بالثورة البرتقالية التي لقيت الكثير من الدعم الغربي، وفي 2013 كانت هناك شد للحبل بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وكل منهما  كان يريد تنصيب نظام موالي له ».

وأضافد  » بعد الترتيبات التي قام بها حلف شمال الأطلسي على مستوى التمدد في عدد من دول أوروبا الشرقية وحتى الدول التي كانت تسبح في فلك موسكو سابقا، روسيا رفضت بشدة أن يتم استقطاب أوكرانيا بهذا الخصوص، على اعتبار أن أوكرانيا تشكل بالنسبة لها خلفية استراتيجية، وبالنظر كذلك إلى العلاقات الاقتصادية وحتى الحضارية بين الجانبين، وأعتقد أن الفترة الحالية بغض النظر عن مستقبلها وعن الإشكالات التي تطرحها فهي بمثابة عرض للعضلات من جانب روسيا، والتي تحاول أن تظهر وكأنها قوة دولية بإمكانها أن تحدد معالم النظام الدولي القادم، وأيضا المنظومة الغربية التي لا زالت تنظر بعين من الحذر للتطورات المرتبطة  بالتمدد الروسي وتصاعد أدواره على المستوى الإقليمي والدولي، ويبدو أن هذه الأزمة ستكون محطة لتقييم العلاقات بين الغرب بشكل عام وروسيا، وكذلك بين روسيا والولايات المتحدة على وجه الخصوص ».

وبخصوص قراءته للأحداث الجارية ومآلاتها المحتملة أوضح الأستاذ بجامعة القاضي عياض أنه « من الصعب جدا أن نتحدث عن مواجهة عسكرية، على اعتبار أن أوكرانيا قوة عسكرية أيضا، ولها تحالفاها وعلاقاتها  خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو في إطار علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي أو مجموعة من الدول الغربية، التي لا تتردد في مساعدتها اقتصاديا وعسكريا، وكذلك روسيا باعتبارها دولة قوية ولها إمكانياتها ».

وأضاف « لا ننسى أن الآلة الدبلوماسية تشتغل، لاحظنا أن الرئيس الفرنسي ماكرون طار إلى موسكو والتقى بنظيره الروسي وتم طرح بعض النقاط الخلافية، وفي نفس الوقت كان هناك نوع من التفاؤل، إضافة إلى كون العديد من الدول إضافة إلى ألمانيا وبريطانيا ترفض أي مواجهة، وهناك وعي كبير بأن أي مواجهة في هذا الخصوص ستكون لها تبعات ليس فقط على المنطقة أي أوركارنيا وروسيا، ولكن على المنظومة الأمنية داخل أوروبا برمتها، وبالنظر إلى تداعياتها أيضا على السلم والأمن الدوليين، ولا ننسى أن حتى الولايات المتحدة الأمريكية اختارت الانكفاء في السنوات الماضية الأخيرة والبعد عن مناطق التوتر، لاحظنا ذلك بمناسبة الانسحاب الأخير من أفغانستان، والانسحاب إلى حد كبير من العراق وسوريا، ولذلك لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لدعم هذا النزاع بشكل مباشر أو غير مباشر « .

وتوقع الدكتور لكريني سيناريو آخر غير المواجهة العسكرية والذي أوضحه على النحو التالي  « قد يعاد سيناريو ما حدث في الاتحاد اليوغسلافي سابقا في فترة التسعينيات، لذلك أعتقد بأن الأمور قد تنتهي بما انتهت إليه الأزمة الكوبية سنة 1962، وإن كان هناك فرق كبير من حيث الخطورة والسياق، على اعتبار أن الأزمة انتهت بحفظ ماء وجه الجميع، ولذلك الأزمة الحالية من المرجح أن تنتهي بنوع من التوافق الذي يحفظ لروسيا مصالحها الاستراتيجية، وأيضا يحفظ لأوكرانيا أمنها واستقرارها، وفي نفس الوقت أيضا يؤمن القارة الأوروبية  بصورة ربما قد تتموقع فيها أوكرانيا في موقع محايد،  أي عدم الانتماء لحلف شمال الأطلسي مقابل بتعهد روسيا بعدم الاعتداء على هذه الدولة وبحسم الخلاف المتعلق بشبه جزيرة القار ».

اخر الأخبار :