في نعي محمد الوفا المراكشي
3080 مشاهدة
المناضل الوطني السيد محمد الوفا في ذمة الله
نزل علي كالصاعقة صباح اليوم، خبر وفاة المناضل الاستقلالي والوزير والدبلوماسي الجريء وصديق الجميع، السيد محمد الوفا الذي وافاه الاجل المحتوم بمستشفى الشيخ زايد، وذلك أثراصابته بوباء كورونا، وكنت قد فجعت بداية الأسبوع الذي ودعناه، بوفاة الصديق الاستاذ العربي العزوزي المحامي بهيئة الرباط، بنفس الوباء وفي نفس المستشفى، والمصادفة التي جعلتني أربط فاجعة السيد محمد الوفا بفاجعة الاستاذ العزوزي، هي ان المرحومين معا كانا صديقين ومناضلين استقلاليين، كما كانا رئيسين للاتحاد العام لطلبة المغرب المنظمة الطلابية التابعة لحزب الاستقلال سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي تغمدهما الله برحمته الواسعة.
من المعلوم ان المرحوم سي محمد الوفاء من مواليد مراكش مارس هواية المسرح وهو لما يزال تلميذا في اطار فرقة مسرحية كانت تحمل اسم « الجيل الصاعد »، وكان أول عهده بالسياسة عندما كان طالبا مناضلا في صفوف الاتحاد العام للطلبة، الذي انتخب رئيسا له في فترة من الفترات، ثم دخل عالم السياسة من بابه الواسع، حيث انتخب ممثلا لمراكش في البرلمان في الانتخابات التشريعية لسنة 1977وكان من انشط نواب المعارضة، إلا أن تمثيليته لمراكش في البرلمان لم تستمر طويلا ولاسباب غير معروفة، حيث اختار الترشح في مدينة الصويرة التي كان يمثلها في البرلمان، وذلك مباشرة بعد انتهاء مدة تقلده لرئاسة المجلس البلدي لمراكش، كان ذلك سنوات الثمانينيات وظل نائبا برلمانيا يشغل في نفس الوقت، مديرا لمطبعة الرسالة التي كانت تطبع صحف حزب الاستقلال، كجريدة « العلم » وجريدة »الرأي » الناطقة باسم الحزب باللغة الفرنسية، ثم دبلوماسيا في عدد من العواصم، كنيودلهي عاصمة الهند وطهران عاصمة ايران، وتصادفت نهاية مهامه كسفير، مع تشكيل اول حكومة إسلامية، وذلك بعد الربيع العربي، حيث شارك في نسختها الاولى حزب الاستقلال وشغل الوفا منصب وزير التعليم، ثم بعد ان اتخذ شباط قرار الانسحاب من حكومة بنكيران، اعتبره الوفا قرارا انفعاليا وغير محسوب، حيث استمر عضوا في النسخة الثانية لحكومة بنكيران، بصفته الشخصية لا كممثل لحزب الاستقلال، وشغل منصب وزير الحكامة، وأثبتت الأيام فيما بعد صحة تحليله، اذ لم يشارك حزب الاستقلال فيما بعد في أي حكومة من الحكومات التي ترأسها حزب العدالة والتنمية.
بهذه المناسبة الأليمة اتضرع إلى الله العلي القدير، أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وان يسكنه فسيح جنانه ويلهم زوجته ابنة الزعيم علال الفاسي وابنتيه واصهاره وكافة أفراد اسرته الصبر الجميل و »انا لله وانا اليه راجعون ».