في غياب أي تدخل .. منتوجات فلاحية تسقى بالمياه العادمة (الواد الحار) بمنطقة تسلطانت
1768 مشاهدة
تتميز منطقة تسلطانت بوفرة الأراضي التي يتم استغلالها في زرع مجموعة متنوعة من المنتوجات الفلاحية، حيث تحتاج في ذلك الى كمية هائلة من المياه قصد سقي هذه المنتوجات، الأمر الذي يدفع بعدد من الفلاحين الى سقي مزروعاتهم بالمياه العادمة دون أن يكلفهم ذلك أعباء مادية ولو على حساب صحة و سلامة المواطنين، مستعينين في ذلك بمحركات ذات قوة مرتفعة لجلب المياه من مجاري الصرف الصحي ولمسافات طويلة، طمعا في تحقيق ربح سريع.
إن هذه الظاهرة تفاقمت في الآونة الأخير في ظل توالي سنوات الجفاف وفي سياق يتسم بوضعية مناخية حرجة، وهو ما أضحى يهدد السلامة العامة على مستوى الساكنة ككل لما لها من انعكاسات سلبية على نواحي الحياة المختلفة سواء الصحية أو البيئية منها، ولما تسببه من مخاطر وأضرار تشكل سببا مباشرا في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة كالأمراض الجلدية والبكتيرية المنقولة عبر الخضار أو المحاصيل البقولية أو ذات الأوراق (القزبر و النعناع) التي تلامس التربة مباشرة أو تلامس مياه الصرف الصحي أثناء السقي، إذ أن النبتة تتلوث بأنواع من الطفيليات التي تكون عالقة بالمياه العادمة وهذا يكون سببا في الانتقال المباشر للبكتيريا إلى هذه المحاصيل ثم إلى الإنسان، ناهيك عن الأضرار والمخاطر التي تسببها على التربة والبيئة الزراعية وعلى الآبار والمياه الجوفية.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما الدور المنوط بالجهات المعنية وعلى رأسها السلطات المحلية بقيادة تسلطانت ووكالة الحوض المائي-تانسيفت والوزارة المكلفة بالبيئة والجهات المخول لها مراقبة صحة وسلامة المنتجات الغذائية وأعوان السلطة الذين لا يقومون بواجباتهم في التبليغ عن هؤلاء الذين يحققون أرباحا على حساب صحة المواطنين وجمعيات حماية المستهلك وغيرها للحد من هذه الظاهرة لأجل حماية صحة و سلامة المواطنين؟. وإن هؤلاء المسؤولين مؤتمنون على صحة الناس وسلامتهم، ولكن ما يدمي القلب و يحز في النفس هو أن تكون صحة المواطنين في مثل هذه المناطق المهمشة أمرا استثنائيا لا يلتفت إليه إلا عند حلول الأمراض وانتشار العاهات، وهذه حقيقة لا ينكرها أحد.
وعليه، فقد بات لزاما على الجهات المختصة التدخل لمنع و معاقبة كل من تم ضبطه وهو يقوم باستخدام مياه الصرف الصحي في عملية سقي المزروعات، خاصة أن دراسات علمية أظهرت أن المياه المستعملة أو مياه الوادي الحار غير المعالجة تحتوي على مواد كيماوية سامة ومعادن ثقيلة تسبب السرطان إذا استخدمت المحاصيل الناتجة عنها في تغدية الانسان او الحيوان.