فصل جديد في العلاقات المغربية الفرنسية.. تفاصيل زيارة إيمانويل ماكرون للمغرب
1070 مشاهدة
للمرة الأولى منذ وصوله إلى قصر الإليزيه عام 2017، يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى المغرب، تلبية لدعوة من الملك محمد السادس، واضعاً بذلك حدّاً لثلاث سنوات من التوتر بين باريس والرباط.
ويبدأ الرئيس الفرنسي، مساء الاثنين، زيارته مرفوقا بزوجته بريجيت ماكرون، فضلا عن وفد وزاري رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية جان نويل باروت، ووزير الداخلية برونو ريتايو، ووزيرة التربية الوطنية آن جينيت، ووزير الدفاع سيباستيان ليكورنو، ووزير الاقتصاد والمالية والتجارة أنطوان أرماند، ووزيرة الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات آني جينوفارد، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي باتريك هيتزل.
وكشف قصر الإليزيه عن تفاصيل زيارة الدولة التي سيجريها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط، التي تمتد اٍلى غاية يوم الأربعاء، على رأس وفد رفيع المستوى من أجل إعادة بناء الشراكة الاستراتيجية والاستثنائية التي تجمع بين الرباط وباريس.
ومن المنتظر أن يحظى الرئيس الفرنسي وزوجته باستقبال رسمي من طرف الملك محمد السادس مساء يوم غد في ساحة المشور، كما سيجري مباحثات مع العاهل المغربي بالقصر الملكي بالرباط، سيتخللها حفل توقيع اتفاقيات بحضور قائدي البلدين وعدد من المسؤولين الفرنسيين والمغاربة رفيعي المستوى.
مشاورات ولقاءات مهمة
وسيجري الرئيس الفرنسي في اليوم الموالي لقاء مع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في إقامة الضيوف الملكيين، إضافة إلى لقاءات أخرى مع كل من رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، ومحمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين.
كما سيقوم ماكرون وزوجته خلال اليوم نفسه بزيارة إلى ضريح محمد الخامس بحضور محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة عامل عمالة الرباط، قبل أن يتوجه إلى البرلمان حيث سيلقي خطابا أمام مجلسيه في جلسة مشتركة، ليجري بعدها لقاءات مع مقاولين فرنسيين ومغاربة، إضافة إلى مهتمين بالصناعات الإبداعية بالجامعة الدولية بالرباط، ويختتم هذا اليوم بمأدبة عشاء يقيمها الملك محمد السادس على شرفه بالقصر الملكي بالرباط.
ومن المرتقب أن يجري ماكرون خلال اليوم الثالث الأخير من زيارته إلى المغرب لقاء مع طلبة مغاربة وأفارقة حول موضوع الأمن الغذائي والزراعات المستدامة بمقر المكتب الشريف للفوسفاط، قبل أن يلقي كلمة موجهة إلى الجالية الفرنسية المقيمة في المملكة المغربية.
التعاون والشراكة بين البلدين
وأكدت صحيفة “La Tribune De Dimanche”، التي خصصت حيزا مما لذه الزيارة، أن الرئيس ماكرون يرغب في جعل هذه الزيارة نقطة انطلاق لشراكة جديدة وأكثر توازنا مع المملكة المغربية، مسجلة أنه إلى جانب القضايا الاقتصادية، ستحتل القضايا البيئية والثقافية والتعليمية والتكنولوجية حيزا مهما في أجندة هذه الزيارة.
ذات الصحيفة وصفت هذه الزيارة بـ”التاريخية والاستثنائية”، مشيرة إلى الموقف الأخير لباريس الداعم للسيادة المغربية على الصحراء من خلال اعتبار خطة الحكم الذاتي كأساس جدي ووحيد لتسوية هذا النزاع الإقليمي، رغم تعبير الجزائر عن رفضها لهذا الموقف الفرنسي الجديد.
ورجحت الصحيفة عينها أن يوقع البلدان خلال هذه الزيارة عقودا بأكثر من ثلاثة مليارات يورو، منها توقيع صفقة لتزويد المغرب بـ12 طائرة مروحية من طراز “كاراكال”، تتراوح قيمتها ما بين 600 و800 مليون يورو، إضافة إلى إمكانية بحث حصول الجيش المغربي على غواصات فرنسية الصنع.
وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، أكد فيما سبق لذات الصحيفة، أن هذه الزيارة تشكل فرصة مهمة لكتابة فصل جديد في العلاقات المغربية الفرنسية، حيث سيتم رفع سقف التطلعات فيما يتعلق بالتعاون والشراكة بين البلدين في مجالات مختلفة، منها الطاقة والصناعة والهجرة والثقافة.
ذات المتحدث أكد طبيعة الأحداث والتظاهرات الدولية، تدفع في اتجاه تعزيز التعاون بين البلدين في مجال البنيات التحتية، مؤكدة أن واحدا من أبرز رهانات زيارة ماكرون إلى المملكة، هو مرافقة ومواكبة تنزيل المشاريع التي أطلقها المغرب في المجالات الاستراتيجية كالنقل والطاقة والتكنولوجيا والدفاع، مشيرا إلى انخراط فرنسا من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية في تمويل مشاريع في الصحراء.