مشاهدة : 2018

عيدودي يكتب (المغرب فرنسا شراكة استراتيجية متجددة)
صورة تعبيرية

عيدودي يكتب (المغرب فرنسا شراكة استراتيجية متجددة)


اليوم أكتب لكم أعزائي القراء عن زيارة ماكرون رئيس دولة الفرنسية إلى المغرب‎، هذه الزيارة طبعا التي حظيت‏ ‏باستقبال ‎‏ ‏ملكي ‏كبير وبهيج لفخامة الرئيس الفرنسي.

تأتي في إطار هذه الدينامية التي يعرفها المغرب ، وأصبح الجميع  يعلم أن المغرب هو بوابة إفريقيا،  ‎و هو المفتاح نحو إفريقيا.

و سبق أن جاء في كلمة جلالة الملك المغفور له الحسن ‎الثاني حين قال :(بأن المغرب شجرة جذورها بإفريقيا وأغصانها بأوروبا) . كما أكد ذلك جلالة الملك المنصور بالله محمد ‎السادس حين قال :(بأن النظارة التي يمكن أن ننظر بها إلى المغرب وهي الصحراء المغربية) .‎

وهناك ‏عدد كبير من الدول فهموا ‎هذا التوجه وهذا القرار الدبلوماسي الحكيم لجلالة الملك. فتوالت الاعترافات تلو الاعترافات بمغربية الصحراء . ومن أبرز هذه الاعترافات نجد اعتراف أمريكا باعتبارها عضو دائم في الأمم المتحدة وتتمتع بحق الفيتو .. وكذلك اعتراف إسبانيا وإسرائيل واليوم ‎اعتراف فرنسا.

وتبزغ أهمية اعتراف فرنسا بالضبط لأنها تعرف جيدا تاريخ الدول الإفريقية باعتبار كانت لها بسطة في استعمار عدد من الدول و عقد حماية  بالمغرب انتهى بعودة المغفورة محمد الخامس إلى عرشه و انهاء الحماية . يتقاطع مع هذا  ديبلوماسية كبيرة شكلتها  الزيارات ‎التي قام بها جلالة الملك محمد السادس  لعدد كبير من الدول الإفريقية أسس من خلالها معادلة جديدة في التعامل الاقتصادي ‎والديبلوماسي والاجتماعي (وهي معادلة رابح رابح) .

هذه الدينامية التي جعلت المغرب يمتلك مفاتيح عدد كبير من الدول ‎الإفريقية.‎

أضيف إلى ذلك الاستثمارات الكبيرة والعملاقة التي انجزها المغرب على أرضه داخليا من خلال ميناء طنجة المتوسطي وميناء الداخلة المتوسط، ‎وبورصة البيضاء، القطار الفائق السرعة البراق (الذي ستنطلق  أشغاله من القنيطرة إلى مراكش ثم أڭادير ) . ثم برج محمد ‎السادس و المسرح الملكي بالرباط  بالإضافة إلى عدد من المناطق الصناعية والاستثمارات في الطاقات المتجددة والهيدروجينية.

هذه الديناميك جعلت فرنسا تعتبر المغرب فعلا كما قال جلالة المغفور له الحسن الثاني جذوره في إفريقيا وأغصانه في أوروبا..  وباعتبار فرنسا ‎دولة أوروبية تريد  العودة إلى أفريقيا عبر بوابة المغرب بعدما فقدت حضورها على أكثر من ست دول  أفريقيا ، فرنسا تريد العودة إلى إفريقيا عبر بوابة  المغرب  .. وذلك بعدما جددت وغيرت استراتيجيتها وأهدافها و تأكدت أن المدخل لإفريقيا يكون ‎عبر  المغرب ولكن بشروط مغربية وقق معادلة رابح رابح .

2- إعلان شراكة بنفس رابح رابح وشروط الثقة و الشفافية..،

و قد برزت هذه الشروط  ‎في الإعلان الذي وقعه الرئيس الفرنسي و جلالة الملك في عشرة من نقط ‎مهمة:

■ أولا : التأكيد على أن جميع الجهود التي يبدلها البلدان على الصعيد التنائي والدولي تبقى قائمة وخاصة على مستوى ‎المساواة في السيادة، يعني كل دولة لها سيادتها ولا ينبغي أن تتدخل أي دولة في سيادة أخرى وهذا إشارة إلى الاعتراف‎الرسمي لفرنسا بمغربية صحراء.

■ ثانيا: عدم التدخل في الشؤون الداخلية واختيارات السياسة الخارجية لأي دولة واحترام الالتزام ‎المبرم، الثقة الشفافية، التشاور المسبق و التضامن ومسؤولية كل طرف تجاه الطرف الآخر

■ ثالثاً أيضاً الشراكة جاءت لتخدم ‎ثلاثة من الأهداف و هي :

❖ 1 تعزيز التقارب السياسي والستراتيجي في مواجهة تحديات الكبرى الراهنة

❖ ‎2 تعميق وتحديث الشراكة بين البلدين خدمة للتنمية الاقتصادية، التماسك الاجتماعي والاستقلالية والاستراتيجية

❖ 3 مواصلة التعاون في مجال الروابط الإنسانية والثقافية في إطار فرانكوفونيا قائمة على الانفتاح .

* رابعاً التعاون في مجالات التربية والبحث‎العلمي والتكوين الجامعي وخاصة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية والتعاون في مجال الرياضة وتنظيم التظاهرات ‎الكبرى ومن بينها الاستعداد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030.

❖ خامسا: وضع أجندة شاملة تتضمن تسهيل التنقلات لكي لا ‎يبقى مشكلة التأشيرات ، ومكافحة الهجرة الغير نظامية تعزيز التنسيق بين البلدان على أساس مبدأ ‎المسؤولية المشتركة.

❖ سادسا: التشديد على أولوية التعاون الإفريقي والفضاء المتوسط والعلاقات الأورو المتوسطية يعني ما طرحه ‎جلالته سابقاً في خطابته السامية أن يفتح المغرب منطقة أطلسية كبيرة من أجل الاستثمار فيها والتعاون ‎فرنسا الآن تقتنع بهذا وتنخرط فيه.

❖ سابعا: التأكيد على الإسهام في تسوية الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي طبعاً وخاصة ‎النزاعات الحروب مثل ما يقع في روسيا وغزة ولبنان وكذلك القضايا الكبرى مثل المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة

❖ ثامنا: ‎الاتفاق على عقد اجتماعات وإحداث لجنة متساوية الاعضاء للتتبع هذه المشاريع.

❖ تاسعا: التأكيد على أن مشروع الحكم الذاتي هو الحل الأنسب ويشكل الأساس الوحيد للتوصل لحل ‎عادل ومستدام.

❖ عاشرا: مواصلة فرنسا جهودها للتنمية في الأقاليم الجنوبية وهذا ما قرره سيد الرئيس ماكرون في خطابه أمام ‎ممثلي الأمة بالبرلمان المغربي .

2- توقيع 22 اتفاقية و تعاون  كخطوة لتنزيل مضامين الإعلان الموقع من جلالته مع ماكرون

تلى توقيع هذا الإعلان الاستراتيجي توقيع 22 اتفاقية الشراكة التي همت سكك الحديدية وهيدروجين الأخضر والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ‎التعليم العالي وللبحث العلمي والتربية الوطنية وكذلك الماء،الفلاحة، الاستثمار والتعاون الثقافي والصناعة الإبداعية.

كما لاحظنا حضور ‎أزيد من 125 مسؤول فرنسي الذين حضروا توقيع هذه الاتفاقيات وأهم شيء ‎يستخلص من هذا التوقيعات هو تأكيد مغربية الصحراء والاعتراف الرسمي بها .. هذا ما أكده ماكرون في خطابه أمام البرلمان والذي ‎يمكن أن نستخلص منه خمس نقاط :

3- أهم خمس نقط مستخلصة من خطاب ماكرون امام ممثلي الامة :

* أولا: هو خطاب تاريخي  استحضر فيه العلاقة الوطيدة والتاريخية بين سلاطين الدولة العلوية ‎و حكام فرنسا منذ القدم.

* ثانيا: اعتراف صريح من دولة عضو دائم بالأمم المتحدة بمغربية الصحراء

* ثالثا: ضربة موجعة لكل خصوم ‎ الوحدة التربية والمشككين فيها بأن فرنسا لن تعترف بمغربية الصحراء ، ها هي اليوم تعترف أمام ممثليالأمة  بمغربية الصحراء

* رابعا: انخراط فرنسا في  الإسهام في تنمية أقاليمنا الجنوبية.

* خامسا تأكيده على الاستثمار الفرنسي في هذه الأقاليم كان هو أيضا رسالة من سيد ‎رئيس الدولة ماكرون أمام ممتل الأمة .

كل ما سبق يجعلنا نفتخر ونعتز بملكنا الهمام و أمتنا المغربية الصامدة .. و يبقى نشيدنا على الدوام ما قاله المولى الإمام .

7 commentaires sur “عيدودي يكتب (المغرب فرنسا شراكة استراتيجية متجددة)

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :