شهدت مدينة مراكش  صباح اليوم السبت 22 يناير احتجاجا لعمال النظافة بالمدينة بسبب الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها من طرف « الميخالة »، حيث قاموا في حوالي الساعة السادسة من صباح اليوم باعتراض طريق شاحنات الأزبال ومنعها  من الولوج إلى المطرح المؤقت بدوار على مقربة من متحف حضارة الماء، ما جعل عمال النظافة يصطفون شاحناتهم ويمتنعون عن العمل إلى جين مجيء السلطة.

ليحضر إلى عين المكان نائب العمدة المفوض له تدبير قطاعي النظافة والإدارة العمومية كمال ماجد، ومسؤولين من الشركة وظل الجميع في انتظار السلطات الأمنية التي وصلت إلى المكان في الساعة الحادية عشر صباحا، في ظل تنظيم عمال النظافة لوقفة احتجاجية تنديدا بما يتعرضون له من اعتداءات متكررة من طرف « الميخالة » والتي تحول دون أداء عملهم وتعرض حياتهم للخطر.

وفي اتصال مع كمال ماجد نائب العمدة المكلف بقطاع النظافة لموقع « مراكش7 » صرح قائلا «  »الميخالة » يدخلون إلى المطارح المؤقتة، ويشرعون في معالجة النفايات، وعندما وصلت شاحنات الأزبال لتدخل للمرطح تم إيقافها من طرف « الميخالة » ومنعوها من الدخول إلى المطرح، لأنهم يريدون الصعود إلى الشاحنات وعزل النفايات من داخلها »، وأضاف « وقع المشكل منذ السادسة صباحا وبقينا ننتظر وصول العامل والسلطة إلى تمام الساعة الحادية عشر والنصف، وعندما دخلوا ألقوا القبض على 3  من « الميخالة » وهرب البقية، عندها شرع سائقو الشاحنات والعمال  في الاحتجاج، وقالوا أنه لا يمكنهم الاستمرار في العمل في ظل هذه الظروف التي تهدد حياتهم في غياب الأمن والحماية ».

وسرد المسؤول الجماعي في تصريحه حادثة اعتداء حديثة تعرض لها أحد سائقي شاحنات النظافة قائلا « مؤخرا تعرض أحد سائقي الشاحنات إلى اعتداء شنيع بمطرح حربيل، حيث صعد أحد « الميخالة  » ووجه له ضربة للرأس باتسخدام طفاية للحرائق نجم عنها كسر على مستوى الأنف ما اضطرنا إلى متابعة حالة السائق إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث تطلبت حالته الخضوع إلى عملية جراحية بالمستشفى الجامعي بمراكش، وقمنا بعدها بتتبع الموضوع حتى تم اعتقال المعتدي يوم أمس وتقديمه للوكيل اليوم للوكيل العام لجلالة الملك ».

وفي سؤال حول إجراءات المجلس الجماعي لتأمين الحماية الضرورية لعمال النظافة أثناء مزاولة مهامهم رد نائب العمدة بالقول « المجلس قام بعدة إجراءات، من بينها التواصل مع السلطات حيث ذهبنا عند الوالي وجلسنا معه بحضور القياد والباشوات، وعقدنا اجتماعا تحدثنا خلاله عن  مقترحات تقول أن هؤلاء » الميخالة » يجب أن تكون هناك حملة بخصوصهم، ويجب أن يتوقف جولانهم بالمدينة، لأنهم يعتدون على العمال ونظافة المدينة على السواء، فعند قيامهم بتلك الجولات في وسط المدينة يقومون برمي الأزبال في الشارع العمومي ليأخذوا منها ما يريدونه وهو أمر مخالف للقانون، وبالتالي فالمطلوب تفعيل القانون في هذا الإطار لأن من يرمي الأزبال  في الشارع يقوم بمخالفة قانونية ».

وزاد قائلا في الإطار نفسه « تحدثنا مع الوالي عن ضرورة القيام بحملة في هذا الصدد، حيث في  مطرح حربيل مثلا يجتمع أكثر من مائة « ميخال »، يقومون باعتراض طريق الشاحنات ولا يسمحون لها برمي النفايات، ناهيك عن النقط الوسيطية لتجميع الأزبال مثل باب الخميس ودوار الحلوف، والتي بدورها تشهد اعتراضهم طريق الشاحنات، ومن جهة أخرى تنشب صراعات فيما بينهم يستعينون فيها بالأسلحة البيضاء، ولكن السلطة ما دارتش معانا يديها ».

وأردف المسؤول المنتخب في ذات السياق  » تحدثنا مع الوالي على أساس أنه سيتم تنظيم حملة، لكن نظمت حملات ليس كما كنا نريدها، لأن من البديهي أن تكون الحملة مستمرة للقضاء على هذه الظاهرة، واقترحنا من جانب آخر أن يتم إحصاء « الميخالة »،  لأنه ما إنسان اتجه إلى هذا النشاط إلا لأنه يعيش الفقر والحاجة ..واقترحنا بأن يتم إحصاؤهم بعض ضبطهم من طرف السلطة، وتسلم لهم بطائق خاصة حتى نتعرف على هوية هؤلاء الناس، وبعدها نخصص لهم مكانا خاصا بهم في مطرح حربيل ونقسمهم على مجموعات، ونتركهم يعملون في إطار مقنن يحمي حياة  عمال النظافة من الاعتداءات ويحمي « الميخالة » أنفسهم أيضا، لأن عددا منهم عند اعتراض الشاحنات والدخول تحتها يعرضون أنفسهم لخطر الموت طحنا بين دوالب الشاحنات ».