رمضان بحي الداوديات…سخاء الساكنة و استئناس الطلبة
2696 مشاهدة
و كعادتهم منذ سنوات مضت, اشتهروا بإكرام الضيف و حسن استقباله ,صفة عُرف بها سكان الداوديات منذ القدم ،توارثوها و صارت شيمة من شيمهم . ساكنة تخدم الطلبة الجامعيين قدر المستطاع , و لا تشترط مُقابلا يستعصي عليهم تقديمه , لا تستغرق المفاوضات بينهم وقتا طويلا، حيث يلجأون إلى الحل الأوسط لدفع الضرر عن كلا الطرفين .
فعلى مرّ التاريخ كانت ‘‘ ديور المساكن ’’ ذلك الموطن الذي احتضن من صاروا اليوم أساتذة و محامون و قضاة , و عاش فيه الأطباء و من لم يسعفهم الحظ لمواصلة المسير نحو النجاح، موطن اجتمعت فيه عديد الأجناس والأعراق، تآلفت فيه قلوب الطلبة والطالبات، الذين أتوا من جميع ربوع المملكة المغربية.
يَعْبُر الطلبة والطالبات الجامعيين محطات عدة في مسارهم العلمي , و يحتفظون بذكريات الفترة التي قضوها بالمدينة الحمراء ,هي سنوات مميزة في مسارهم الأكاديمي بمدينة البهجة والسرور , مدينة لا يشعر فيها الغريب بغربته . يعيش الطلبة وسط أحياء الدوديات و شوارعها كأنهم من أبناء المدينة , و هو ما رسخ لديهم ذكرياتهم بها و دفعهم لتصنيفها كأحسن مرحلة تعليمية في حياتهم .
لئن تنتهي فترة إقامتهم بمدينة مراكش حتى يعتاد الطلبة عادتهم و تقاليدهم و يتعلموا بعضا من لهجتهم التي يتميز بها سكان المدينة . لهجة تُسهل عملية ولوج المراكشيين إلى قلوب الوافدين على المدينة طلبة كانوا أو زوار .
يأتي وقت الرحيل و لأسباب متعددة، منها انقضاء فترة الدراسة، او لأسباب مادية يستحيل معها إستكمال المسار ، وغيرها من الأسباب التي تحول دون وجود بيئة سليمة تليق بمتطلبات الطالب الباحث. فتكون ساكنة الداوديات مضطرة إلى توديع أبنائها الطلبة الذين يجدون أنفسهم بين رغبة البقاء في المدينة و إتمام المسار العلمي بها , و بين عوامل أخرى تدفعهم إلى الرحيل صوب مدينة أخرى للتمدرس أو العمل .
وهكذا تنتهي علاقة سكان الداوديات و بالتحديد ديور المساكن مع الطلبة الجامعيين , علاقة تنتهي كما بدأت بغض النظر عن صفاتهم كمكري و مكتري , و عن المدة التي تعامل فيها الطرفان مع بعضهما البعض .