ذوو الأموات يعانون مع المصالح الصحية الجماعية وتصاريح الدفن ونقل الجثت ساعات في الجحيم
1888 مشاهدة
يواجه ذوو الأموات صعوبات كثيرة لدى المصالح الصحية الجماعية في مراكش لاستصدار تصاريح دفن أمواتهم وأما نقل جثتها خارج تراب الإقليم فساعات من الجحيم.
وتعمق هذه الصعوبات جروح الفقد لدى الأسر التي تضطر للتنقل من مواقع تواجدها في أي حي بالمدينة الحمراء حتى أقصى الجنوب الغربي لمراكش عند حدودها الحضرية حيث مقر إدارة مستودع الأموات والمصالح الصحية البلدية التي تشكو خصاصا في الأطر التقنية والطبية وشبه الطبية المختصة بالإجراءات الإدارية التنفيذية للتصريح بدفن الأموات.
وبسبب بطء إنجاز المساطر والإجراءات الإدارية وما يليها في معاينة جثت الأموات، تكاد هذه الجثت جراء حرار ة الطقس لاسيما في مواسم القيظ تتعرض للتلف في محلات الوفاة غير المجهزة بالمكيفات ووسائل التبريد فيما يوجب الشرع إكرام الميت بتسريع دفنه.
كما تشتد معاناة الذين يحتاجون إلى نقل موتاهم خارج تراب عمالة مراكش لاسيما الذين توفوا بواحد من مستشفيات المدينة حيث يتطلب هذا الإجراء سلك مساطر روتينية يمكن اختزالها أو تبسيطها على غرار الشباك الوحيد الذي تم فيه تجميع الإدارات المعنية بالإخبار والترخيص بنقل الأموات.
وتمعن المصالح الصحية الجماعية عند طلب نقل الأموات زيادة على موافاتها بالوثائق الطبية لشهادة الوفاة ونسخ كثيرة من وثائق عديدة لا بد منها، بالمطالبة بمعاينة سيارة نقل الجثة ثم بالجثة في الصندوق لتشميعه بعد إحكام غلقه.
وليس ذلك سوى من الحرص القانوني على إتمام المساطر وفق الشكليات المنصوص عليها، غير أنه يكون أجدى وأرحم بذوي الأموات تقريب إدارة هذه المصلحة من المواطنين خصوصا الغرباء عن مراكش، وذلك تقديراً للأوزار التي يحملونها من مشاعر الحزن والأسى لوفاة أقربائهم وللعجز أمام جبروت الموت واعتبارا أيضا للموقع البعيد لإدارة هذه المصلحة عن مركز المدينة.
وعسى يجتهد مكتب مجلس المدينة كما كان له الجهد المشكور في تشييد بناية للمصلحة الصحية الجماعية بتصميم جميل ومعمار لائق ليعزز الشباك الوحيد لطلب نقل الأموات، بوحدات متنقلة تخفف مشقة الطواف بجثت الموتى على مسافات طويلة من الطرق الحضرية لأجل المعاينة قبل السفر بها في الطرق بين المدن.
كما تمكين هذه المصلحة من العدد الكافي من الأطر التي تيسر للأسر دفن موتاها في آجال شرعية بالمعاينة وإصدار تصاريح الدفن بما للميت حق فيه علينا إكراما له قبل قبره.
وليت المجلس الجماعي لمدينة مراكش في هذا الشأن يهيء بما تبيحه صلاحياته في إطار التنسيق والتعاون مع مختلف الإدارات والمصالح الخارجية تفعيلا للاتركيز، فتح مكتب للشباك الوحيد بمستودع الأموات في مستشفى محمد السادس الجامعي تخفيفا للمعاناة المشهودة مما تنوء به الجبال حمل حزن وأسى وعبء مصاريف وجهد في عين المكان لذوي الأموات.