
أحيانًا تكون الأم سببًا في انهيار الأسرة دون أن تدري…
تكره زوجها، فيتحول البيت إلى ساحة حرب باردة؛ لا تُرى فيها الدماء، لكن تُسمع فيها أنين القلوب.
الأبناء يتعاطفون مع الأم دون وعي؛ يرون دموعها وحزنها، فتتسلل إليهم الكراهية بدل الحب، والعداوة بدل الأمان.
فيتعلمون إغلاق الأبواب… لا على خصوصيتهم، بل على أرواحهم المنكسرة.
وتنسى الأم أن أول ضحايا خصامها مع زوجها… هم أولادها.
أختي الكريمة: إن أردتِ أبناءً أسوياء… أحبّي أباهم واحترميه، واجعليهم يرونه رجلًا عظيمًا.
نعم، الأم هي العمود الفقري للبيت، لكن أحيانًا يهتز هذا العمود من الداخل، فيسقط السقف على الجميع دون قصد.
وحين تكره الأم زوجها وتنقل هذه المشاعر للأبناء، يتحول البيت إلى هدوء قاتل… عيون صامتة وقلوب تصرخ.
يكبر الأطفال وهم لا يفهمون لماذا الحب مفقود، ولماذا الأمان ناقص، ولماذا الضحكة باهتة.
وحين يرون حزن أمهم، يختزنونه في قلوبهم، ويصدقون أن الأب هو السبب… حتى لو كانت الحقيقة أكثر تعقيدًا.
الأم، من شدة وجعها، قد تنسى أنها ليست فقط زوجة مجروحة… بل هي أيضًا أم مسؤولة عن وجدان أبنائها.
فالولد حين يكره أباه أو يراه ضعيفًا في عين أمه، تبدأ صورة الرجولة في الانكسار داخله.
والبنت حين ترى أمها تُهان أو تشتكي باستمرار، يهتز لديها إحساس الأمان والثقة في الزواج كله.
لا نقول للأم “تحمّلي الإهانة أو الذل”، لكن نقول: “اجعلي أبناءك يرون العلاقة من زاوية الاحترام، لا من زاوية الألم فقط”.
احترامك لزوجك أمامهم، حتى وسط الخلاف، يبني فيهم التوازن النفسي، ويعلّمهم أن هناك فرقًا بين الخلاف الشخصي والاحترام الأخلاقي.
وإن لم تستطيعي أن تحبّي… فلا تكرهي أمامهم. وإن لم تستطيعي أن تعيشي في سعادة… فعيشي في صمت حكيم، يوفّر لهم تربة سوية ينشأون فيها.
البيت ليس جدرانًا وأثاثًا…
البيت روح، وأنتِ يا أمهات القلب النابض فيها.






