جبال الحوز الشاهقة … ثوب أبيض جديد و لوحات فنية ساحرة
3048 مشاهدة
هي كيلومترات قليلة تفصل بينها و بين مدينة مراكش الساحرة , جبال الحوز الخلابة هي وجهة عشاق الطبيعة و التحدي . جبال شاهقة تقف منتصبة القامة مرتدية معطفها الأبيض بفعل تساقط الثلوج . ثوبها الأبيض الحديث أعلن فوزه عن لون الطبيعة الأخضر وسط أجواء ملؤها النزاهة و الشفافية , لتعرض الثلوج لوحاتها الفنية التي رسمتها على قمم الجبال .
تستفيق ساكنة القرى الجبلية هناك على وقع تساقط الثلوج , ثلوج بدأت عملها بجد منذ أن أعلنت بداية توافدها على المنطقة , حفل جليدي بدأت للتو أشغاله , عشاق الطبيعة ينتظرون أدنى فرصة لاستغلالها و زيارة هذه المنطقة الجبلية الساحرة . الثلوج بلغت ذروتها بعد أيام قليلة من حلولها ضيفا أضفى على قمم الجبال جمالا خاصا .
اتخذت قرارها منفردة و أبدت نيتها الحسنة في غزو جبال الحوز , الثلوج تتطلع لمنطقة بيضاء اللون, و لن تقبل بغير اللون الأبيض لونا للجبال . إنها سيطرة فريدة من نوعها أردت المنطقة الجبلية قبلة لعشاق الثلوج و الجليد , مرحبة بكل باحث عن الهدوء و السكينة و راحة البال .
لطالما كانت جبال الحوز واد أمنان و إمليل , أمزميز , طريق أوكيمدن , قبلة عشاق الرياضة الجبلية و تسلق القمم العالية في جبال إمليل تحديدا , صارت اليوم وجهة العامة وجهة عشاق المناظر الجذابة المبهجة و المثيرة ,التي تستحوذ على انتباه الزائرين , و تأبى أعيونهم مفارقتها .فتضطر إلى إلغاء كل شيء لتستمد النفس الطاقة الإيجابية و تستعد لما هو آت بعد ذلك اليوم .
اللون الأخضر بجبال الحوز حي يرزق , امتزج لون الثلج الأبيض مع لون الأشجار الأخضر , ليستمتع الزوار باللوحات الفنية الساحرة هناك بعيدا عن صخب المدينة , تفتح الجبال ذراعيها للناس و تحضنهم للاستمتاع بمناظرها الجميلة , تمتزج مشاعر الزوار كلما حطوا الرحال ضيوفا للجبل ,و تختلط أحاسيسهم بين المتعة و الشعور بالبرد القارس و التعب أحيانا .
رسمت عجلات السيارات و الحافلات خطوطا متراصة على الطريق , يتبعها السائق آخذا الحيطة و الحذر على ألا يضيع المسار , فيقع في فخ الثلوج التي سيطرت عن المنطقة , أشجار منتظمة بجانب الطريق تساعد السائقين على معرفة مسارهم ,و بيوت من قديمة البناية مصطفة ملتحفة بثوب أبيض ,تسلقت الجبل مكتفية بالصمود تحت تساقط الثلوج , حماية منها لأهاليها و أصحابها .
قمم جبال الحوز تخترق السحاب , هواءها النقي و هدوءها التام و سكينتها , رغم صعوبة التنقل إليها , إلا أنها منطقة ساحرة خاصة حين تكتسي الجبال الثلوج و تظهر السماء شبه صافية , تمتنع الأقدام عن العودة إلى المدينة , و لولا شدة البرد التي تكون وراء تراجع الأقدام عن القرار لما عاد صاحبها .هكذا هي الأجواء بجبال الحوز الشاهقة .