تنقيل المدير الاقليمي للتعليم في مراكش مجرد سراب مخادع لدينامية مأمولة

ليس من شأن تبديل مسؤول بمسوؤل غيره في مديرية التربية الوطنية في مراكش تغيير واقع مشهود لفساد الإدارة التربوية ولسوء التسيير والتدبير الإداري والمالي في قطاع كشفت كل مبادرات التدخل فيه غياب الإرادة الحقيقية لإصلاحه وتطويره والتقدم به في خدمة التنمية البشرية لبلادنا.

ولم يكن البلاغ الإخباري الأخير لأكاديمية التربية الوطنية في جهة مراكش أسفي توضيحيا بما يكفي لأسباب « البيدقة » على رقعة المسؤولية في إسناد المنصب بين مديريتي عمالة مراكش وإقليم الحوز الذي تم تنقيل الأستاذ محمد زروقي إليه وإحلال الأستاذ موح أيت ملوك محله.

ولا تحتاج إرادة الإصلاح في قطاع التربية الوطنية بجهة مراكش إلى خلق دينامية ب »الزحزحة » الجغرافية قدر الحاجة إلى إعمال المحاسبة والمساءلة تفعيلا للمقتضى الدستوري في حق مسؤولين ما يفتأون يتمادون في ما يثبت ضدهم من خروقات وتجاوزات  وما يبينون عنه من عجز وشلل في تدبير الملفات بين أيديهم وتحت إدارتهم.

ولم يكن خاف في المديرية الإقليمية للتربية الوطنية في مراكش حجم المشاكل الناجمة عن التواطؤ المفضوح لأكثر من مسؤول في تعميقها وتشبيكها والتغافل عنها حتى بلغ أكثرها إلى المحاكم وأدت إلى الفوضى التي لم تخلق سوى التسيب والعبث والمجون من مثل ذلك احتلال السكن الوظيفي والترامي على السكن الإداري والتحرش بالتلميذات وبالموظفات والسكر العلني في العمل واستغلال الفضاءات التربوية لتحصيل منافع ذاتية ومكاسب شخصية والإثراء غير المشروع على حساب رجال التربية والتكوين وقضايا التعليم والتنمر النقابي والشطط وتقاسم الريع…

وإذ يدعي البلاغ الإخباري خلق الدينامية بتبديل مسؤول بمسؤول، فإنما هو بذلك يجدد اليأس لدى الرأي العام لاسيما التعليمي الذي خبر التفاصيل الصغيرة في كل حركة وكل نأمة بقطاع ينخره الجشع والتواطؤ والتهافت على المصالح الخاصة والمواقع في مناصب المسؤولية بالولاءات الكاذبة وبالتزلف والنفاق فيما الأفق سراب مخادع مستقبله يفقأ العيون.

إن الدينامية المأمولة هي تقييم واقعي لفصول من الصراع على مدى عامين في المديرية الإقليمية للتربية والتكوين في مراكش عطلت مصالح كثيرة ودمرت نفسيات وقيدت أيادي وبثت اليأس وأطلقت عواهن سابت خلالها جحافل من الأطر والأعوان العموميين مدرسين وإداريين في تغيبات عن العمل غير مبررة وحصص للدعم التربوي مؤداة عنها وتنقيلات خارج المساطر وتكريمات غير مستحقة وتولية بلا سند ومصاريف دون مراقبة… وفي مواجهة كل ذلك لا يعلم من بين رؤساء المصالح والأشخاص الذاتيين والآخرين المعنويين فيهم نقابات ومنابر إعلامية وجمعيات أيهم المسؤول وأيهم المدير وأيهم دونهم بيده الحل والعقد.

فهل سيكون التبديل المعلن مجرد إبعاد إلى صقيع القر وطراوة الحر عن جماعات الضغط أم هو تصدير لقطعة غيار مواجهة الصدمات إلى إقليم لا تقل حوادث الاصطدام فيه حدة عن مدينة واطئة على سفح قمم الحوز التي لاشك أنها بحاجة إلى مسؤولين طولهم قدر طول هامات أعلامها.