تصريحات حكومية متضاربة واستمرار سوء التواصل مع المغاربة يعمق تدهور الوضعية الوبائية
1757 مشاهدة
يشهد المغرب تدهورا يوميا في الحالة الوبائية حيث يستمر عداد الإصابات في الارتفاع يوما عن يوم، وأعلنت وزارة الصحة اليوم عن تسجيل 951 حالة في أعلى حصيلة مسجلة منذ ستة أشهر ليصل عدد الحالات النشطة إلى 5491، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة 242 حالة، مع مغادرة 8 أشخاص للحياة متأثرين بالوباء في آخر 24 ساعة.
ويشهد الرأي العام لغطا حول إمكانية عودة الحجر الصحي على مشارف عيد الأضحى في ظل الارتفاع المتزايد في عدد الحالات والخوف من السلاسلات المتحورة الأكثر خطورة، ويزيد من هذا اللغط غياب تواصل حكومي مع المواطنين مع تسجيل ارتباك حاصل بين الجهات الرسمية خصوصا فيما يتعلق بانتشار السلالات المتحورة وصل إلى حد تكذيب بعضها لبعض، حيث نشرت وسائل إعلامية وطنية تصريحا للبروفيسور مصطفى الناجي عضو اللجنة العلمية الوطنية عن وجود أربع بؤر وبائية للمتحور الهندي « دلتا » ثلاث منها بمدينة الدار البيضاء والرابعة بالقنيطرة، وقد أكدت وسائل إعلام دولية نفس الخبر، لتنفيه بعد ذلك وزارة الداخلية وتؤكد على أن المتحور الهندي سجلت منه حالاتان سبق الاعلان عنهما، ويتعلق الأمر بمواطن هندي دخل المغرب قبل إغلاق الحدود ومخالط له وتم تطويق الحالة.
من جهتها قامت وزارة الصحة بإصدار بلاغات متتالية تحذر فيها من ارتفاع عدد الإصابات وتدعو المواطنين إلى الالتزام بالاجراءات الاحترازية، وتلوح بإمكانية العودة للحجر الصحي، لتكتفي بهذه البلاغات في ظل غياب الثقافة الصحية واستهثار بعض المواطنين بالإجراءات الاحترازية، أما فيما يتعلق بوزارة الداخلية فتشهد دينامية داخلية لمحاولة تطويق انتشار الوباء المتسارع، حيث عقدت مجموعة من الاجتماعات في عدد من الولايات لتدبير الأزمة كما أصدرت دورية داخلية موجهة للولاة والعمال من أجل تشديد المراقبة في الفضاءات العمومية والمؤسسات العامة والخاصة وحث المواطنين على الالتظام بالاجراءات الاحترازية.
التضارب الملحوظ لم يكن على مستوى التصريحات فقط، بل حتى على مستوى الاجراءات، ففي الوقت الذي تلوح فيه وزارة الصحة بإمكانية العودة إلى الحجر الصحي، وتقرر فتح مراكز التلقيح حتى يوم الأحد للتسريع من وتيرته، تعلن الخطوط الملكية المغربية عن إضافة 1400 رحلة جديدة أسبوعيا ابتداء من فاتح يوليوز الجاري.
وفي نفس السياق تقرر الحكومة العودة إلى العمل عن بعد بسبب تدهور الوضعية الوبائية، حيث عقد مجلس الحكومة أول أمس الخميس عن بعد، وحذر فيه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من انتكاسة وبائية محتملة.
وإذا كان المغرب قد قام بمجهودات لا تخفى في تدبير الجائحة، إلا أن السمة البارزة التي لازمت تدبيرها هي أزمة التواصل مع المواطنين، و الذي أدى غيابه في أحيان كثيرة إلى حدوث مشاكل كبرى لعل أبرزها أزمة بلاغ عيد الأضحى وما خلفه من تداعيات سلبية، إلا أن استمرار سوء التواصل قد تكون نتائجه أشد سوء من العام الماضي.