جرى، امس الجمعة، بمدينة ابن جرير، تدشين منصة “مركز البنايات الخضراء”. ويعد هذا المركز، الذي تم تمويله بشراكة بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة والوكالة الكورية للتعاون الدولي، الأول من نوعه على الصعيد الوطني.
ويشكل المركز، الذي حضر حفل تدشينه، على الخصوص، عامل إقليم الرحامنة، عزيز يوينيان، وسفير جمهورية كوريا بالمغرب، كيون شونغ، ورئيسة المجلس الجماعي لابن جرير، بهية اليوسفي، منصة للبحث والتطوير والاختبار والتدريب والابتكار في المجالات المتعلقة بالمدن الخضراء والذكية، وعلى رأسها البنايات الخضراء والشبكات الكهربائية الذكية والتنقل المستدام.
ويهدف المركز، من خلال بنياته التحتية ومختبراته المتطورة، إلى المساهمة في تطوير مدن المستقبل عبر مجموعة من الأنشطة البحثية العلمية التي ستمكن من تطوير حلول مبتكرة تخص، على سبيل المثال، تثمين مواد البناء منخفضة الانبعاثات والكفاءة الطاقية ودمج الطاقات المتجددة والتنقل الذكي ورقمنة المباني والشبكات الكهربائية وتدبير الموارد الطاقية.
وسيمكن من تسخير البنيات التحتية البحثية وتوحيد جهود المؤسسات المعنية والجهات الفاعلة في قطاعات البناء والطاقات المتجددة والشبكات الكهربائية والنقل، من خلال اعتماده على رأسمال بشري مغربي ذي كفاءات عالية.
وتم خلال حفل التدشين تقديم المهام وموضوعات البحث والتطوير والمختبرات والبنيات التحتية لهذا المركز، لمختلف الجهات الفاعلة الأكاديمية والصناعية والمؤسسية الوطنية والدولية المعنية بالانتقال الطاقي والتحول الرقمي، وذلك من أجل خلق فرص للتعاون والشراكة بين مختلف الفاعلين لتصميم، تخطيط وبناء مدن الغد.
ويمتد هذا المشروع، الذي تفوق كلفته الاستثمارية 23.5 مليون دولار، منها 8 ملايين دولار ساهمت بها الوكالة الكورية للتعاون الدولي، على مساحة تناهز 4 هكتارات، ويضم مباني رئيسية تتكون من مختبرات متطورة تغطي مجالات المدن المستدامة والذكية.
وتتجلى خاصية هذا المشروع في كونه يضم مختبرات حية خارجية على شكل مدينة ذكية مصغرة، تضم حوالي 30 منزلا حقيقيا تم تشييدها بمواد بناء وتصاميم معمارية مختلفة، بالإضافة إلى آلات منزلية حقيقية وأنظمة طاقية تعتمد على اللوحات الشمسية والتخزين بالبطاريات لتغطية مختلف الحاجيات الطاقية.
وستسمح هذه المدينة الذكية المصغرة للباحثين والشركات الناشئة من تطوير واختبار حلول طاقية مبتكرة، قبل الشروع في تصنيعها ودمجها في الأسواق.
ويتزامن تدشين هذا المشروع الثنائي بين المملكة المغربية وجمهورية كوريا الجنوبية، مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
