ويأتي هذا التجمع الخطابي، الذي عرف مشاركة ثلة من نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وفاعلين من المجتمع المدني، في ختام سلسلة من الأنشطة المنظمة من طرف النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمراكش – آسفي، تخليدا لهذا الحدث المحوري في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وقال النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمراكش – آسفي، السيد محمد جولال، في كلمة بالمناسبة، إن “هذا الحدث الفاصل والمنعطف الحاسم في تاريخ المقاومة الوطنية من أجل نيل الاستقلال، يترجم التلاحم الوثيق بين العرش العلوي والشعب المغربي في سبيل الدفاع عن الثوابت المقدسة للأمة، وتماسكها، ووحدتها الترابية”.
وأوضح أن “تقديم وثيقة الاستقلال، التي أطلقت مرحلة المطالبة الشعبية بالاستقلال، يمثل تتويجا لمسلسل الكفاح الوطني من أجل استعادة السيادة”، مذكرا بمراحل الكفاح المسلح للمغاربة منذ الحماية سنة 1912، انطلاقا من أحداث فاس في أبريل من السنة نفسها، إلى تقديم وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944.
وتطرق السيد جولال، في هذا الاتجاه، إلى السياق التاريخي والسياسي لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ك”ثمرة ميثاق ونتاج تشاور عميق بين السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه ورواد الكفاح الوطني”.
وتابع أن تخليد هذا الحدث المفصلي في تاريخ المقاومة الوطنية يمنح الفرصة لأسرة المقاومة من أجل تجديد تعبئتها وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتعزيز المكتسبات الوطنية، ومواصلة مسلسل التنمية السوسيو- اقتصادية.
وأكد أن “الاحتفاء بهذا الحدث يأتي ليصل الحاضر بالماضي والمستقبل، كما يروم إكبار أبطال وشهداء الأمة عرفانا بالتضحيات الجسيمة التي بذلوها من أجل تحقيق الاستقلال”.
ويتخلل برنامج الأنشطة التي سطرتها النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمراكش – آسفي، والمندوبيات الإقليمية، وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، تخليدا للذكرى 78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، ندوات وموائد مستديرة، وزيارات لفائدة تلاميذ وطلبة المؤسسات التعليمية لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمراكش، وعرض أفلام وثائقية تبرز تاريخ المقاومة الوطنية.