بمراكش.. صحفيون يضعون خارطة طريق لمكافحة وصم « السيدا » وتغيير الخطاب الإعلامي.
996 مشاهدة
اختتمت اليوم الأحد 22 دجنبر بمراكش أشغال اللقاء الوطني للصحافة، الذي نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بشراكة مع جمعية مكافحة السيدا، تحت شعار « من أجل إعلام شامل، ملتزم بمكافحة الوصم والتمييز ومدافع عن حقوق الإنسان ».
واستقطب هذا الحدث، الذي استمر لثلاثة أيام، أربعين صحفيا من مختلف المدن المغربية، للتفكير في دور الإعلام في مكافحة الوصم والتمييز تجاه الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، والفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وكانت جريدة مراكش الإخبارية ضمن المشاركين في هذه الدورة التكوينية، حيث تم التفاعل مع النقاشات والورشات التي تناولت الموضوع بشكل معمق.
وعرف اليوم الأول من هذه الدورة التكوينية، مداخلة شاملة من الدكتور محمد خماس، الطبيب المختص في فيروس نقص المناعة البشرية، الذي فكك من خلالها العديد من المغالطات الشائعة حول هذا الفيروس، كما أوضح أن طرق انتقال العدوى ليست كما يعتقد الكثيرون، وأكد أن المرض لا يحكم على صاحبه بالموت، بل يمكن التعايش معه بفضل العلاجات المتوفرة في زمننا الحالي، و شدد ايضا على أن الفيروس غير معد إذا تم التعامل مع المصاب بطرق صحيحة، مما أثار اهتمام الصحفيين ودفعهم إلى إعادة التفكير في كيفية تناولهم لهذه القضية في انتاجاتهم المستقبلية .
وفي هذا السياق، أكد الدكتور خماس على ضرورة توضيح الغموض الذي يلف هذا المرض، كونه يعزز انتشار المغالطات والشائعات التي تساهم بشكل كبير في وصم وتمييز الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، وأوضح أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن فيروس VIH يسير وفق منحى تصاعدي في المغرب، مما يوجب على الإعلام أن يكون أكثر دقة وحساسية في تعامله مع هذا الموضوع الهام.
ولم تقتصر النقاشات على الجانب الطبي فقط، بل تضمنت أيضا تحليل الممارسات الإعلامية المرتبطة بالموضوع، حيث تم عرض تجارب ناجحة لصحفيين تناولوا القضايا الحقوقية بطريقة مسؤولة وشاملة، كما ناقش المشاركون بحماس الطرق الممكنة لتغيير الصور النمطية، والعمل على تعزيز دور الإعلام كأداة للتوعية والدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي اليوم الأخير، انصب التركيز على إعداد خارطة طريق للتعاون المستقبلي بين الصحفيين، حيث تضمنت توصيات مثل إعداد دليل إعلامي للتغطية الأخلاقية حول فيروس نقص المناعة البشرية، وإنشاء شبكة وطنية للصحفيين الملتزمين.
وغادر المشاركون هذه الدورة التكوينية، بتصور جديد لدورهم محملين بالمعرفة والأدوات اللازمة لتغيير الخطاب الإعلامي حول الفيروس، في خطوة تسعى لتعزيز العدالة الاجتماعية ومواجهة الوصم والتمييز في مجتمعنا المغربي.