بسبب تداعيات الأحد الدامي لا تمثيلية لمراكش في المؤتمر العام ال18 لحزب الاستقلال
2003 مشاهدة
قرر حزب الاستقلال عقد مؤتمره الوطني بلا تمثيلية لمدينة مراكش داخل الأسوار وجيليز- المنارة على خلفية يوم الأحد الدامي الذي توقفت فيه بسبب أحداث الشغب والفوضى أشغال المؤتمر الإقليمي بنادي عرصة المعاش والذي كان مقررا خلاله انتداب المؤتمرين وانتخاب أعضاء المجلس الوطني.
وأعاد هذا التغييب إلى الأذهان واقعة مماثلة في المؤتمر العام الوطني لحزب الاستقلال عام 1998 التي ألغى فيها المنسق الجهوي وقتئذ نتائج المؤتمر الإقليمي للحزب في سيدي يوسف بن علي ولما ترتفع حدة النقاش فيه ولا درجه الخلاف والاختلاف بين أعضائه إلى مستوى ما وقع في مراكش تحضيرا للمؤتمر العام ال 18 المقرر أيام 26 و 27 و 28 أبريل الحالي.
وانتظر استقلاليو المدينة الحمراء دعوة اللجنة التحضيرية إلى دورة جديدة لمؤتمر إقليمي في مراكش يهدئ الروع ويتجاوز عن عقوق الأبناء ويعطف عطف الحواشي قبل أن يخيب الأمل في الاجتماع الذي احتضنه المركز العام في الرباط وتلقى فيه المعنيون بحضوره تعليمات سيكون لها ما بعدها لإعادة ترتيب البيت الداخلي بمقررات تلغي طموح الزعامة المحلية والقيادات الإقليمية.
وبغياب مراكش عن فعاليات المؤتمر العام لحزب الاستقلال بعد يوم غد في بوزنيقة، سيكون قياديو المدينة والجهة المرشحين للجنة التنفيذية متحررين من مناوشات الخصوم المحليين ومن التربص بالدعاية ضدهم في أروقة المؤتمر كما أن الفرصة ستفوت على مدى خمس سنوات للمناقشة وإبداء الرأي والتداول والتقرير في الورقات التنظيمية والسياسية وغيرها المعروضة للتصديق لاسيما القانون الأساسي الذي بلا شك تستأثر لجنته بالأهمية لدى غالبية الاستقلاليين المؤتمرين.
وهذا الغياب الذي لم يأمر به منسق الحزب بالجهة ولا زملاؤه أو برلمانيو الإقليم ولكنه سرهم، أعفى من تكاليف الإقامة وبدل التنقل ومصاريف أخرى يتحمل المرشح للجنة التنفيذية كسابق العهد في المؤتمر ال17 الذي توافق فيه خصوم اليوم وكانوا إخوة بالأمس سمنا على عسل جمعتهم مصلحة واحدة ان يقودوا المقاول الممول إلى سدة القيادة التي يشاء ان تكون له مظلة سياسية من تبعات ما رفعه في وجهه تلامذة نضاله يوم الأحد الماضي.
وكشف واقع الحال من تداعيات المؤتمر الإقليمي لحزب الاستقلال في مراكش غياب التأطير الحزبي والسياسي وضعف التنظيم وهشاشة التكوين والانفصال عن المرجعيات الفكرية لحزب علال الفاسي الذي تطاول فيه على الإفتاء والتنظير الذي لم يتزود وليس له من صلة بالحزب وبتاريخه سوى جماع فتات انتكاسات المناضلين الماهدين الاستقلاليين الخلص في معارك الغلبة العددية التي صنعتها ميليشيا الانتخابات ومؤامرات التواطؤ ثم فئات الريع الحزبي والسياسي.
وإذا كان التصريح للصحافيين أن كل ما وقع من ضرب ولكم ومحاولات تهريب المؤتمر خارج مقر انعقاده وقلب طاولة المنصة على رئيس المؤتمر وجواره والصخب المرافق وما صاحبه من هتاف بالرحيل في وجه أعضاء اللجنة التنفيذية… هو أمر طبيعي وعادي وأنه من مألوف التدافع الحزبي الذي ما يفتأ يعود إلى الاصطفاف، فإن الذي رشح من مصادر موثوقة أن قرارات حاسمة للقصاص والتأديب ستصدر في أعقاب نتائج التصويت على الأمين العام لولاية جديدة وانتخاب قيادة متجددة إلى جانبه.
وسيكون موكولا قبل يوم الجمعة لمفتشي الحزب الثلاثة العمل على سحب الشكايات المرفوعة للجهات القضائية في شأن الضرب والجرح المتبادل بين أطراف متصارعة لمواقف ليس فيها لا رابح ولا خاسر إلا التنظيمات الحزبية التي تداعت هياكلها وفقدت شرعيتها التنظيمية وتماسك أعضائها وشوهت بما تم بثه إعلاميا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المشاهد المصورة سمعة حزب عريق عتيد كان ضمير الأمة.
(انتهى)