نزار بركة يناقش في مراكش أزمة الديمقراطية التمثيلية خلال اجتماع الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط
1714 مشاهدة
شارك نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ونائب رئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، في جلسة نقاش تم تنظيمها على هامش اجتماع الجمعية العامة للجنة التنفيذية للأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط حول موضوع « أزمة الديمقراطية التمثيلية » يوم الجمعة 12 أبريل 2024. وقد شهدت الجلسة مشاركة شخصيات بارزة مثل أنتونيو لوبيز استوريز وايت، الأمين العام لمنظمة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، وكريستيان كريمر، السكرتير الدولي للاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، وصوفيا دام من المملكة السويدية، ولويس فيليبي تفاريس، الوزير السابق للخارجية والجالية لدولة الرأس الأخضر، وذلك في مدينة مراكش.
حضر الجلسة كذلك عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية مثل رحال المكاوي المكلف بالعلاقات الخارجية للحزب، وعبد اللطيف أبدوح، ولحسن مادي، وسعيدة آيت بوعلي، إلى جانب رياض مزور، عضو اللجنة المركزية للحزب ووزير الصناعة والتجارة، ومحمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك.
في بداية مداخلته، أعرب بركة عن فخر حزب الاستقلال بشرف استضافة هذا الحدث الهام في مراكش، المدينة التي تعتبر ملتقى الحضارات ورمزا للتاريخ. وأكد على أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون وجود أحزاب سياسية قوية، مشيراً إلى أن التطورات الدولية الحالية والمتسارعة قد أوضحت تراجع ثقة المواطنين في الأحزاب السياسية سواء في أوروبا أو أمريكا أو أمريكا اللاتينية أو في الدول الإفريقية والآسيوية.
كما أوضح بركة أن هناك ارتباطا قويا بين الفوارق الاجتماعية والثقة في الأحزاب السياسية والحكومات، وأن السؤال الذي يجب طرحه يتمثل في ما هي أسباب هذا التراجع. قدم بركة عدداً من الأسباب منها العولمة وتأثيرها على السياسة، وكثرة التقلبات وغياب اليقين، وظهور الشعبوية والسلطوية على الصعيد الدولي.
أشار بركة إلى أن المغرب، بفضل مجهودات الملك محمد السادس، قد شهد تطوراً ملحوظاً في المجال الديمقراطي، حيث ارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية من 37% في عام 2007 إلى أكثر من 53% في عام 2021. وذلك بفضل التحولات الدستورية الكبرى التي منحت اختصاصات أوسع لرئيس الحكومة في المجالات التشريعية والتنفيذية والتعيينات.
تطرق الأمين العام للحزب إلى الاقتراحات التي قدمها حزب الاستقلال لتعزيز مشاركة المواطنين في الحياة السياسية، مؤكدًا على ضرورة وجود تفكير استراتيجي وتوجيه طويل المدى للأحزاب، والتركيز على إنضاج التوجهات الوطنية الكبرى. كما شدد على أهمية تقديم مقترحات للنموذج التنموي الجديد، والتفاعل السريع مع التطورات السياسية، والاستماع للمواطنين ونقل مطالبهم إلى البرلمان.
أضاف بركة أنه من الضروري العمل على إعطاء عناية خاصة للشباب، وتأطير النقاش العمومي وتنشيط فضاءات الحوار المدني من خلال ترجمة حاجيات وانشغالات المواطنين إلى تدابير قابلة للتنفيذ. وشدد على أهمية الوفاء بالالتزامات التي قدمها الحزب خلال الحملة الانتخابية، ونهج خطاب الصراحة والشفافية مع المواطنين.
كما أكد على أهمية تقوية التماسك الاجتماعي وتقليص الفوارق الاجتماعية من خلال تنفيذ البرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر، وتعميم التغطية الصحية الشاملة، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً وعدالة.
في ختام مداخلته، أكد بركة على أن حزب الاستقلال مستمر في جهوده لتعزيز الديمقراطية وتقوية البنية التحتية السياسية في المغرب، وذلك بالعمل على تحقيق التوجهات والمقترحات التي تم طرحها خلال الجلسة، بهدف تحسين ظروف المواطنين وتوسيع مشاركتهم الفعالة في الحياة السياسية.