بائعات الاسماك على رصيف ميناء الصويرة ، حكاية من جحيم المعاناة


مشاهدة : 711

بائعات الاسماك على رصيف ميناء الصويرة ، حكاية من جحيم المعاناة

 

الجميع يعلم أن بيع السمك تجارة ينظمها القانون ،
وأمام غياب فرص العمل خصوصاً عند النساء تختار فئة منهن العمل بميناء الصويرة كبائعات للسمك على الرصيف، و ليس في ذلك عيب ، بل و من النساء من تعيل أسرة بكاملها معتمدة في ذلك على إستعطاف أرباب القوارب من أجل مدها بالقليل من السمك لتقوم ببيعه و تستفيد من ثمنه .

وبالرغم من ان جل النساء لا يتوفرن على هوية تجارية و لا يدخلن في مجال الحماية الإجتماعية ، و لا يستفدن من ابسط الحقوق الأمر الذي جعلنا نقترب أكثر من هذه الفئة لنقل حقيقة الوضعية الصعبة لطبقة مستضعفة تعيش الفقر والحاجة.

 

 

وقد قررنا القيام ببحت متواضع و إجراء حوار مع عدد من النساء البائعات للسمك داخل ميناء الصويرة :

السيدة ر.ب….مطلقة لها تلاث أبناء 42 سنة من مدينة الصويرة ، عملها قبل طلاقها من زوجها ، خادمة بالبيوت ، إلا أن متطلبات الحياة تقول تجعلها مضطرة للعمل بشكل آخر وهذا سبب تطليق زوجها لها ، حيث ألحت عليه أن تعمل كبائعة للسمك داخل الميناء بعلة أن هناك أرباح مشرفة ، إلا أنها كما أسردت في بعض الأحيان تنتظر إحسان أصحاب القوارب بدون جدوى ، و حتى وإن توفرت على القليل من السردين ذلك لا يكون كافيا لسد النفقات التي تنتظرها بالمزل، وبه تختم و تقول الحمد لله أننا لا نفعل شيئ يغضب الله إلا أن هناك بائعات يتوفرن على حظوظ كبيرة.

 

 

بعد الحوار الذي أجريناه مع البائعة التي زودتنا بمعلومات هامة ، إتضح لنا أن جل البائعات بميناء الصويرة لهن وضعيات اجتماعية صعبة ، تتمثل من الدرجة الأولى في الفقر ، نعم الفقر المؤنث الذي يعد من المشكلات الكبيرة ، وفقر النساء يعد إشكالية ينضم تحتها أو يتفرع عنها منظومة من المشكلات الفرعية التي تشكل أوجهاً متنوعة لها ، وتبادل معها التأثير والتأثر ، فالمرأة بصفتها محور الحياة الأسرية والأسرة محور الحياة الاجتماعية، فإن أي قضية تمسها أو تؤثر على عطائها وأدوارها الاجتماعية ستؤثر بالتالي على حياتها الزوجية والأسرية وتنشئة أبناءها، مما سيتكلف المجتمع كثيراً في الإنفاق على تبعات تلك الآثار في وقت هو أحوج ما يكون أن ينفقها على مقومات تنمية البلاد وتطويرها وتقدمها.

و مهما أن قضايا المرأة ومشكلاتها حظيت باهتمام من جانب المنظمات النسوية بالصويرة و بعض الجمعيات ، إلا أن هذه الفئة لا زالت تعاني التهميش و النسيان ، ففي ظل أكثر من 4200 جمعية إقليميا بالصويرة لم نرى مبادرة أو إلتفاتة لهذ الفئة أو الشريحة المقهورة التي لا تتوفر على أبسط الحقوق المكتسبة في غياب تام لقانون يحميهن.

 

 

تعاني النساء البائعات للسمك بميناء الصويرة من الفقر وانخفاض مستوى المعيشة و عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى العيش الكريم المطلوب والمرغوب اجتماعياً عند مختلف المواطنين وفي مختلف البلدان.

و كمقترح لمساعدة هذه الفئة يقول أحد المهتمين بالشأن المحلي للمدينة ، انه لابد من التركيز على عدة برامج وخدمات للمرأة في مجال الخطط القصيرة والمتوسطة ، قد تساهم بشكل كبير في التخفيف من فقرها ، وبالتالي تحسين أوضاعها وأوضاع أسرتها ومجتمعها ، ويضيف المهتم ان هذه الخطط وجب ان تصب في الخطط التنموية لتنمية وطنها منها ، تنظيم برامج مكثفة لتوعية المرأة بحقوقها الشرعية وواجباتها تجاه نفسها وأسرتها ومجتمعها من خلال المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية ووسائل الإعلام المختلفة.

اخر الأخبار :