لا حديث هذه الأيام على صفحات الفايسبوك، سوى عن موضوع انفاق الزوجة العاملة على بيتها الزوجية، وهو الذي عاد الى الواجهة وسط المجتمع المغربي خلال الآونة الأخيرة، بسبب بعض التصريحات الحديثة.

واعيد إثارة موضوع المساواة بين الجنسين مجددا، مباشرة بعد تصريح محفظة القرآن هند الهريد، بأحد اللقاءات، الذي اجابت من خلاله عن سؤال المستضيف حول شروطها التي يجب أن تتوفر بزوجها المستقبلي، حيث قالت انها ترفض أن تتقاسم معه نفقة المنزل، كما انها ترفض ايضا ان تتزوج رجل اجرته الشهرية تقل عن أجرتها.

وفور انتشار مقطع الفيديو، تقاطرت عليه آلاف التعليقات المتباينة، بين مؤيدين و معارضين، فالبعض يرى أن الانفاق على البيت الزوجية هو من واجبات الزوج فقط، ويمكن للزوجة العاملة المساعدة، ان ارادت هي ذلك، وليس رغما عنها، واي تصرف آخر غير ذلك يعتبر استغلال لها، وعدم احترام مكانتها داخل المجتمع، وهناك فئة أخرى أكدت أن ديننا الاسلامي يلزم على الزوج الانفاق على أسرته وزوجته ايضا، حتى وان كانت عاملة وتملك مالها الخاص.

ومن جهة أخرى عارضت فئة هذه التصريحات وبشدة كونها حسب التعليقات، شروط تعجيزية وطريقة غير مباشرة، لدفع الشباب المغاربة للامتناع عن الزواج، خاصة في ظل الأزمة المالية الخانقة التي نعيشها بفعل الزيادات في الاسعار، كما عبر البعض الآخر عن غضبه من هند الهريد، كونها تحرف شخصية المرأة المغربية الاصلية، التي لطالما كانت سندا لزوجها، ولم تبخل يوما على شريك حياتها او ابناءها بشيء ، وكان همها الوحيد تأسيس أسرة متكاملة وسليمة.

وفي نفس السياق، دخل مجموعة من مشاهير اليوتيوب على خط هذا الجدل، حيث رفض أحد الدعاة المغاربة و بشدة هذه الافكار، التي من شأنها حسب قوله أن تخلق القطيعة بين الجنسين، و ترهب الشباب المغاربة، من فكرة الزواج من مغربية، كما صرح انه من المستحيل ان يجعل فتاة بمثل هذه الافكار زوجة له.

في المقابل أعربت بعض المؤترات و اليوتبرزات عن غضبهن من الرجل المغربي الذي انزعج من فكرة أنفاقه عن أسرته و رحب بفرضية الزواج من امرأة عاملة تتقاسم معه نفقة بيت الزوجية و مصاريف الأبناء ، بإعتبارها حسب قولهم خطوة يفقد من خلالها الزوج رجولته وشهامته ومكانته داخل الأسرة المغربية في مقابل تخلصه من بعض المسؤوليات المادية.