مشاهدة : 2137
اليهود من مختلف أنحاء العالم يحتفلون بموسم الولي « رايي نسيم » بالصويرة
ضرب أزيد من 200 من أفراد الطائفة اليهودية المغربية، من المقيمين بالمملكة أو القادمين من خارجها، أمس الاثنين، موعدا بقرية آيت بيوض (حوالي 80 كلم عن الصويرة)، لبدء الاحتفال بموسم الولي “رابي نسيم بن نسيم”، وذلك في أجواء احتفالية، مطبوعة بالتعايش والتدبر.
وتوجه هؤلاء المغاربة من ذوي الديانة اليهودية، الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم، إلى هذه القرية للاحتفال بهذا الموسم، الذي يشكل مناسبة لهذه الطائفة لتجديد ارتباطها الوثيق بالمغرب، وبالعرش العلوي المجيد، وتجندها الدائم وراء الملك محمد السادس للدفاع عن مقدسات وثوابت المملكة.
كما يتيح الاحتفال بهذا الموسم الفرصة لنقل قيم التسامح والتعايش والعيش المشترك للأجيال الصاعدة، وهي القيم التي تميز الهوية الغنية والأصيلة والعريقة للمغرب.
وهكذا، تم تنظيم حفل إيذانا بانطلاق الاحتفالات والأنشطة التي تحتفي بهذا الموسم بحضور عامل الإقليم عادل المالكي، والكاتب العام للعمالة، ورئيسي المجلسين الإقليمي والجماعي للصويرة، ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، ومنتخبين والسلطات.
وقال المالكي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الموعد السنوي يشكل فرصة للالتقاء سويا قصد “تقاسم أفراحنا وتأكيد متانة أواصرنا الأخوية”، بالارتكاز على القيم النبيلة للتفاهم والأخوة والتقاسم، التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، يدعو إليها رعاياه الأوفياء، بغض النظر عن دياناتهم وأصولهم.
وأوضح أن “هذه اللقاءات الروحية، الأسرية والودية المتجذرة بقوة في ثقافاتنا وتقاليدنا تجعل من بلدنا، المملكة المغربية، واحة حقيقية للتعايش والتسامح، والذي عرف كيف يحافظ ويعزز طيلة قرون وعقود قيم الأخوة هذه والعيش المشترك، بفضل العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للحفاظ على الارث التاريخي لبلادنا وجعله خالدا من خلال أجيال المستقبل”.
وأضاف الملكي أنه “من واجبنا، كل واحد منا، العمل على إشعاع رسالة الأمل والحكمة هذه، ونقل تعاليمها لأطفالنا وأحفادنا، الذين سيكونون، بدورهم، حاملين لهذه الشهادة النبيلة”.
من جهته، أبرز رئيس لجنة رابي نسيم بن نسيم، دافيد كوهين، الرؤية المتبصرة للملك، أمير المؤمنين، والأواصر المتينة التي تم نسجها بين المملكة واليهود من جميع الجهات، معبرا، في هذا الاتجاه، عن ارتياحه لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب، مبرزا أنه قرار “تاريخي” حظي بإشادة قوية من قبل يهود العالم.
كما أشاد، باعتباره من مواليد الصويرة، بكون هذه المدينة الألفية هي واحة بامتياز لقيم التعايش والتقاسم، وهي سمعة تعززت أكثر ببيت الذاكرة أو بيت الذاكرة اليهودية – المغربية، الفضاء الذي يفتخر به الصويريون من كل الديانات عبر العالم.