العدالة والتنمية ينفي استقالة بنسليمان.. فكيف التحق الأخير بالتجمع الوطني للأحرار؟!
4538 مشاهدة
كم من الآمال والفرحة اعترت شبيبة التجمع الوطني للأحرار والمنسق الجهوي لحزب الحمامة بجهة مراكش أسفي القباج (المنعم عليه)، بعد أن التحق بهم الوافد الجديد على حزبهم، يونس بنسليمان، السياسي المحنك المنتمي للجيل الجديد، والذي اعتبرت خطوته ، جرأة سياسية قلت في هذا الزمان ، وخاصة بعد أن روجت بمجموعة من وسائل الإعلام المحلية – عمدا أو سهوا!! – ، بل وتصدر عناوينها خبرا يؤكد وبشكل رسمي استقالة المحامي بنسليمان من حزب المصباح، وهو ما فسره المتابعون أن الاستقالة رسمية وقد اطلعت عليها وسائل الإعلام أو توصلت بها، لكن سرعان ما تبددت تلك الآمال والفرحة بعدما تأكد أن الاستقالة هي في نوايا واقوال الأستاذ بنسليمان وما تزال بعيدة عن الحقيقة .
ومن أجل التأكد أكثر من هذا الاستقالة من عدمها، أو بالأحرى من أجل معرفة هل شرع حزب العثماني في إجراءات تجريد يونس بنسليمان من مهامه الانتدابية التي تقلدها بصفته الحزبية طبقا للدستور ، اتصل موقع مراكش 7 بقياديين بحزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم سليمان العمراني نائب الأمين العام للبيجيدي الذي أفاد أن لا علم له بتلك الاستقالة، وهو الشيء الذي أكده من جهة أخرى الكاتب الإقليمي للبيجيدي بإقليم مراكش، مما أكد مرة أخرى بأن بنسليمان لم يقدم أي استقالة في هذا الصدد، ليبقى السؤال المطروح في هذا الباب، لماذا تم الترويج لتلك الاستقالة؟!.
ليبقى التفسير الوحيد للترويج للاستقالة الوهمية، أمران أساسيان : الأول يهم رسائل متعمد توجيهها لمن يهمهم الأمر، وبالتالي فقد تكون إشارات للبحث عن رضى جهة معينة من أجل تغيير الوجهة السياسية نحو ضفة أخرى ، قد لا تكون الحمامة، وهذا هو الأمر الثاني فقد بكون » أغراس » الثاني هو حزب الجرار، وخاصة أن بنسليمان أصبح من ممتطي « التراكتور » على اعتبار أنه اصبح من كبار الفلاحين ومن منتجي ومصدري البطيخ، الذي تشك في « جودته » (البطيخ) فاطمة الزهراء المنصوري المرأة الحديدية بحزب البام التي من الواضح أنها احرقت كل اوراقها خلال الولاية الحالية والتي سبقتها، خاصة انها تخلت عن كل ما يتعلق بالشأن المحلي، كما انها وحسب متتبعين للشأن المحلي، لا تملك لا الزاد ولا العتاد للعودة الى معترك الدائرة المحلية، وهو ما يعني أن عودة المنصوري للانتخابات ستكون رهينة باللائحة الوطنية فقط، خاصة أن حزب البام أصبح يعيش افلاسا بشريا لم يجد من يقدمه في كثير من الدوائر الانتخابية، خاصة على مستوى مراكش المدينة وهو بصدد البحث عن قيادي جدير بقيادة لائحة الحزب بدائرة المدينة.
وبالعودة الى استقالة بنسليمان، فمن الواضح أن الأخير لا يجرؤ على هذه الخطوة بالنظر لعدة اعتبارات، أولها عدم قدرته على الاستغناء عن رئاسة مجلس مقاطعة مراكش المدينة، وخاصة أنه من المعلوم في اللعبة السياسة أن التخلي عن تدبير الشأن المحلي يعد كبوة في أي امتحان سياسي مقبل؛ وثانيها صعوبة التخلي عن مقعده بمجلس النواب، ليبقى الترويج لتلك الاستقالة محاطا بالعديد من علامات الاستفهام؟ وخاصة أن بنسليمان لم يقدم استقالته من البيجيدي لكنه في نفس الوقت يحضر بشكل رسمي اجتماعات التجمع الوطني للأحرار، وهو ما يوضح استهتار المذكور بالعمل السياسي رغم حنكته في تدبير عدد من الملفات السياسية وكانت له بصمة قوية في تسيير وتدبير شؤون مقاطعة مراكش المدينة، كما أن أداءه على مستوى قبة البرلمان كان لا بأس به، إلا أن سلوكه الأخير في الساحة السياسية يبقى سلوكا ضعف فيه الطالب والمطلوب، لأنه من الواضح أن المعني بالأمر سلك الطريق الخطأ، وكذلك التجمع الوطني للأحرار الذي قبل أن يظهر في صفوفه واجتماعاته شخص لم يقدم استقالته من حزبه الأول، وهو ما يتنافى والأخلاق السياسية، وفيه رسالة سلبية وسيئة للشباب المقبل على العمل السياسي في المحطة الانتخابية المقبلة.