« العبد » : فيلم جديد يكشف قيود الحرية في العصر الحديث
1702 مشاهدة
يعرض الفيلم السينمائي « العبد »، من إخراج عبد الإله الجوهري وبطولة سعد موفق، نعيمة إلياس، سحر الصديقي، عمر لطفي، ماجدة زبيطة، حميد زيان، هاجر الشرقي، وإسماعيل أبو القناطر، رؤية فنية جريئة حول مفاهيم الحرية والعبودية في السياق المعاصر.
تدور أحداث الفيلم حول إبراهيم، الشخصية الرئيسية التي تعيش بين مطرقة الحرية المفقودة وسندان العبودية المفروضة، في رحلة للبحث عن السلام الداخلي والهروب من شعور دائم بعدم الرضا والطمأنينة. يقدم الفيلم رسالة مفادها أن الإنسان في العصر الحديث ليس حرا كما يظن، بل يخضع لمجموعة من الضوابط والقوانين التي تسلبه حريته وتفرض عليه التزامات يومية، سواء في العمل، أو الشارع، أو في علاقاته مع الآخرين.
في خطوة جريئة، يقدم إبراهيم نفسه للبيع في سوق شعبي، معلنًا رغبته في العمل كعبد، مما يثير استغراب المارة وتساؤلاتهم. يتناول الفيلم هذه اللحظة كإشارة قوية إلى حالة الضياع والانفصال النفسي بين الحاضر المليء بعدم الطمأنينة والاستقرار والماضي الذي ما زال عالقا في ذاكرته، محملاً بمشاهد « القمع » وكبح حريته في طفولته من قبل والدته.
كما يعرض الفيلم محاولات إبراهيم للبحث عن السلام الداخلي من خلال اللجوء إلى رجل أعمال من الطبقة الغنية ليصبح عبداً لديه، معتقداً أن هذا الخضوع سيمنحه الطمأنينة، خاصة بعد أن فقد إيمانه وقطع علاقته الروحية بالله.
يصور « العبد » مشاهد تعكس أشكال « العبودية » في عصرنا الحالي، من خلال مجموعة من العمال الذين يخضعون لسلطة رب العمل، والذي يتحكم في مصيرهم بسبب التزاماتهم وقروضهم البنكية. يعكس الفيلم بجرأة العلاقة المتوترة بين الفرد والمجتمع، وبين الحرية والقيود التي تحكم حياتنا اليومية.
بهذا العمل الفني، يقدم عبد الإله الجوهري رؤية سينمائية تسلط الضوء على موضوعات حساسة وقضايا اجتماعية معقدة، مستعرضًا من خلالها تساؤلات عميقة حول الحرية والعبودية في زمننا المعاصر.