الرباط تحتضن المناظرة الوطنية الأولى حول الماء بعد نجاح القافلة الوطنية
993 مشاهدة
شهد بيت الصحافة بمدينة طنجة، يوم الخميس 19 دجنبر ، اختتام جولة القافلة الوطنية حول الماء، التي نظمها ائتلاف مستثمري جنوب المغرب بشراكة مع أكاديمية هندسة الاستراتيجيات وإدارة الدراسات الاستشرافية، وقد شكل هذا اللقاء التواصلي محطة بارزة لاستعراض النتائج المتميزة التي حققتها هذه المبادرة الحسنة، التي كانت تهدف إلى التحسيس بأهمية الحفاظ على الموارد المائية باعتبارها أساسا لا غنى عنه لاستمرار الحياة والتنمية المستدامة.
وفي هذا الحدث، تم التذكير بالأهداف الرئيسية التي قامت عليها القافلة، ومنها:
رفع الوعي الوطني بالتحديات المائية التي تواجه المملكة المغربية، مع التركيز على المناطق الأكثر تأثرا بالإجهاد المائي.
تعزيز السلوك المسؤول لدى الأفراد والمؤسسات للحفاظ على الموارد المائية وضمان استدامتها.
تشجيع التعاون والحوار للتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك القطاع الخاص،والمؤسسات الحكومية، والمجتمع المدني.
اقتراح حلول مبتكرة ومستدامة لإدارة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
وأكد حاتم العناية، رئيس ائتلاف مستثمري جنوب المغرب، خلال هذا اللقاء، أن القافلة الوطنية حول الماء حققت أهدافها بامتياز، وأصبحت نموذجا يحتذى به في مجال التنمية المستدامة، و ساهم العمل الجاد الذي أنجزته القافلة في ترسيخ ثقافة الالتزام الجماعي بالحفاظ على هذا المورد الحيوي ، وبفضل التفاعل الإيجابي الكبير من باحثين وخبراء ومسؤولين حكوميين ومنتخبين، تصاعدت الدعوات لاستمرار هذا النشاط الوطني التحسيسي ليبلغ أكبر عدد من المواطنين بكل مكوناتهم.
وأضاف العناية أنه بعد مشاورات مكثفة بين أعضاء اللجنة الوطنية للقافلة والشركاء الذين ساهموا في تأطير وإنجاح هذه المبادرة، تم الاتفاق على إطلاق جولات جديدة من القافلة لتشمل مختلف جهات وعمالات وأقاليم المملكة.
و سيتم الإعلان قريبا عن كافة التفاصيل المتعلقة بالمشاركة في هذه المبادرة التنموية التي تحمل بعدا اجتماعيا، اقتصاديا، وبيئيا، لتعزيز الجهود الوطنية في مواجهة تحديات ندرة المياه وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وقد رفعت القافلة الوطنية حول الماء شعارها البارز والهادف: « الحفاظ على الماء مسؤولية وطنية وأمانة في عنق كل المواطنين » منذ أول يوم لانطلاقتها بمدينة سلا بتاريخ 17 نونبر 2024، إلى آخر محطة لها بمدينة طنجة يوم الخميس 19 دجنبر من نفس السنة ،وقد تم اقتباس هذا الشعار من الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش الذي تطرق بشكل كبير لموضوع الحفاظ على الموارد المائية.
وقد تحولت هذه التجربة التي انبثقت في البداية كفكرة استلهمت من التوجيهات الملكية السامية إلى مبادرة مواطنة تهدف إلى التوعية بأهمية الحفاظ على الموارد المائية، حيث دشنت القافلة محطاتها الأولى في سلا يوم 17 نونبر 2024، ثم جابت أهم شوارع المدينة قبل أن تنتقل إلى مدن أخرى مثل جرادة في 25 نونبر 2024،الفقيه بن صالح في 30 نونبر 2024، الدار البيضاء في 02 دجنبر 2024، وفاس مكناس في 08 دجنبر 2024، لتختتم في طنجة بتاريخ 19 دجنبر.
وما كانت هذه المحطات لتتحقق لولا المساهمة الفعالة والدعم المعنوي لمختلف الفاعلين في مجال تدبير الموارد المائية، من وزارة التجهيز والنقل، و الأحواض المائية، و وكالة التنمية الفلاحية، والمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي،و المؤسسات التعليمية، و جمعيات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الأكاديميين، و الباحثين، والإعلاميين الذين أغنوا اللقاءات التواصلية والموائد المستديرة بحصيلة من المعطيات القيمة.
وفي ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالمياه والتغيرات المناخية التي تواجه المملكة، أعلن حاتم العناية عن تنظيم المناظرة الوطنية الأولى حول الماء يوم 28 دجنبر 2024 بمدينة الرباط.
و تهدف هذه المناظرة إلى تعبئة كافة الفاعلين الأساسيين في مجال الماء، من خبراء وأكاديميين ومتخصصين داخل وخارج المغرب، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين، و سياسيين، و مهندسين وتقنيين من القطاعين العام والخاص، وفاعلين من المجتمع المدني، وشركات وطنية ودولية تعمل في مجال الماء ، و ستكون المناظرة فرصة لتعزيز التعاون والثقة بين مختلف مكونات الدولة المغربية.
وفي ختام تصريحه، أكد رئيس ائتلاف مستثمري جنوب المغرب أن الهدف من هذه المناظرة هو الخروج بتوصيات واقتراحات عملية للمساهمة في معالجة إشكالية الماء من كافة الجوانب، حيث ستتم مناقشة المحاور التالية:
التدابير والسياسات الوطنية لتحسين تدبير الموارد المائية.
دور التكنولوجيا وتحلية المياه في تعزيز الأمن الغذائي.
تعزيز الوعي بأهمية الترشيد والابتكار في استغلال الموارد المائية.
تسليط الضوء على التحديات والفرص في تطوير قطاع المياه والطاقة.