الدار البيضاء..أمطار المحاسبة والمراجعة
1971 مشاهدة
الدار البيضاء في حاجة الى مهندسين وعلماء لتسيير شؤونها..لا الى وعاظ ومعلمين…!
بتواصل تساقط امطار الخير على امتداد اسبوعين كاملين بدون انقطاع، في عموم مناطق المملكة وبالثلوج فوق قمم الجبال، يبدو أن الطبيعة في المغرب عادت إلى ما كانت عليه في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، حيث كان فصل الشتاء والربيع يتميزان بأجواء ممطرة وفصل الصيف بمحصول فلاحي جيد، وأنه كما قال جلالة الملك الحسن الثاني، فأن المغرب استنادا إلى دراسة علمية يدخل على رأس كل عشرين سنة، في دورة فلكية تتميز بالجفاف الذي قد يستمر بضع سنين ثم يعود الطقس الى طبيعته إلمعهودة، حيث يتميز فصل الشتاء بالامطار وبالجو البادر كما هو الحال هذه السنة.
واذا كان المغاربة قد عودتهم سنوات الجفاف على ألا يكون فصل شتاء هذا العام، مخالفا لسابقيه ومن ثم لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة للتغيرات المناخية، إلى ان فوجئوا بغزارة الامطار التي حولت عددا من المدن إلى مدن عائمة، يتطلب سلوك طرقها زوارق بدل السيارات مثلما حصل في الدار البيضاء، التي اختنقت وغرقت المنازل والمحلات التجارية في برك من الماء، تسببت في الحاق أضرار جسيمة بالاثاث في المنازل وبعدد من المواد في المحلات التجارية، الأمر الذي يتطلب محاسبة المسؤولين الجماعيين عن تقصيرهم في القيام بواجبهم، وبالتالي تعويض المتضررين عن خسائرهم، والافلا مبرر لتحميل المسؤولية للشركة المفوض لها أمر تدبير شان الماء والكهرباء وحدها، وهي شركة « ليديك » الفرنسية التي مرحوالي ربع قرن على تواجدها في المدينة، وكل سنة لها حكاية جديدة مع المدينة، اذ من المعلوم انه يربطها مع الجماعة عقد يتضمن دفترا للتحملات، وان اي إخلال ببند من بنوده تترتب عليه تبعات، وكان على الجماعة أن تراقب عمل الشركة وتتخذ الاجراءات اللازمة في حالة عدم قيامها بواجبها، أي ألقيام بتعهد مجاري المياه في فصل الخريف حتى تكون جاهزة لصرف مياه الأمطار.
أن مدينة من حجم الدار الدار البيضاء في حاجة إلى مهندسين وعلماء، لتسييرشؤونها وليس إلى وعاظ في المساجد ومعلمين مع احترامي للوعاظ ورجال التعليم فكل ميسر لما خلق له.
أليس مخجلا حقا أن يصرح عمدة الدار البيضاء علانية أن مهمته تنحصر في إيصال شكايات المواطنين إلى شركة ايديك فحسب يعني ساعي البريد وبالدارجة « فاكتور ».؟