التلقيح بين المشككين و اليقين!

التلقيح بين المشككين و اليقين!

بدء حملة التلقيح ضد وباء كورونا..ونظرية المؤامرة…!
غريب حقا أمر البعض فعندما تاخر وصول اللقاح لاسباب خارجة عن نطاق ارادة المسؤولين المغاربة، لكنها تعود في الاصل الى الشركات المصنعة له، والتي لم تستطع ازاء ارتفاع حجم الطلبات التي انهالت عليها من مختلف البلدان والقارات، إرضاء الجميع.
وهكذا فعوض التماس الاعذار لهؤلاء المسؤولين عن هذا التاخير الحاصل، صب الجميع جام غضبهم عليهم وذهبوا مذاهب شتى في وصفهم، بأنعدام المسؤولية وعدم احترام مواطنيهم، والآن بعد ان اصبح المغرب من بين الاوائل في افريقيا، الذي شرع فعليا في تلقيح مواطنيه وكان جلالة الملك كعادته، اول من بارك حملة التلقيح بادئا بنفسه، حيث تم نقل عملية تلقيح جلالته على شاشة التلفزة، ليعطي نموذجا للمغاربة على أن اللقاح سليم، بل هو الوسيلة المثلى لمحاربة جائحة كورونا وكذلك لاكتساب -بعد انتهاء العملية طبعا-، مناعة جماعية ضد هذا الوباء اللعين.
في هذا الوقت انطلقت حملة التشكيك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في سلامة اللقاح وعادت نظرية المؤامرة إلى الاذهان من جديد، حيث انطلقت عبر هذه الوسائط حملة تبادل فيديوهات، تتضمن معلومات تنسب تارة لشخص يدعي انه متخصص في المجال، واخرى لجهة من الجهات يقال عنها انها علمية، وكلها تشكك في سلامة اللقاح وأن له أضرارا خطيرة على صحة كل من تعاطاه، وتدعو بالمقابل المواطنين حفاظا على سلامتهم، إلى عدم التعاطي معه، بل هناك من ذهب أبعد من ذلك وقال أن اختيار الأشخاص المسنين، ليكونوا حقل تجارب وهم اول من يتم تلقيهحم ، الهدف منه هو التخلص من هؤلاء بعد ان اصبحوا مجرد مستهلكين لامنتجين، ومن ثم فهم يشكلون عبئا على ميزانية الدولة، لاسيما وأن اغلبهم متقاعدون يتقاضون أجورهم من صندوق التقاعد الذي اصبح مهددا بالافلاس، في افق السنوات القليلة القادمة بسبب العجز المالي الذي يعود إلى عدة عوامل، لعل اهمها تدني نسبة التوظيف في الإدارة العمومية، مما شكل نوعا من عدم التوازن حيث أصبح عدد المتقاعدين يفوق عدد المزاولين للعمل، او هكذا يقولون متناسين أولئك الذين يوجدون في الخطوط الأمامية لمحاربة الوباء، كالاطقم الطبية ورجال القوات العمومية فهل حتى هؤلاء يراد التخلص منهم؟
فأي منطق لدى هؤلاء المشككين وما تفسيرهم للحملات الإعلامية التي تدور رحاها حول اللقاح بين دول كبرى؟، حرصا منها على اقتنائه لتلقيح شعوبها ولعل النموذج هي بريطانيا والاتحاد الاروبي، فهل هذه الدول جميعها تريد هي الأخرى التخلص من مواطنيها، مثلما يحاول المروجون لهذه الدعايات والاضاليل ان يوهموا الناس.
كفى تشكيكا في سلامة اللقاح وعلى المواطنين أن يقبلوا عليه بحماس، لانه بعد الله هو الملاذ للتخلص من الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها وعلى الله الاتكال.

رأيان حول “التلقيح بين المشككين و اليقين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر الأخبار :