التطرف اللايت ….

عند كل موقف مخالف لمناسبة دينية سواء أكانت موروثا أو ثقافة أو عادة أو عرفا ، إلا وتتعالى الأصوات الرافضة لهذا الاختلاف ، وترميه بمعاداة الدين و مهاجمته، بل هناك من يجتهد و يخول لنفسه تكفير هؤلاء دون سند ، ولو أن لا سند لأي بشر في تكفير الآخر….
ونحن نعيش هذه الأيام على خلفية قرار إلغاء مناسبة عيد الأضحى من طرف ملك البلاد كرؤية استباقية خدمة للصالح العام ، ظهرت آراء تدلوا بدلوها وهذا من حقها ، رافضة هذا العيد بطقوسه و شعائره ، كونه فقد قيمه الإنسانية، ولم يعد سوى عبارة عن مناسبة تثقل كاهل الأسر و تدفعهم لتوفير ثمن الأضحية على حساب أشياء أخرى مهمة ، أو الاقتراض ، أو حتى بيع أغراضهم الشخصية…. زد على ذلك أنها أصبحت مناسبة للتباهي ، و الإفراط في تناول اللحم باضراره.
إلا أن هذه الموقف يبدو أنها لا تروق كثيرا من الناس الذين ينصبون أنفسهم مدافعين عن الدين ، غير قابلين للموقف الآخر ، أشخاص متطرفون مختبؤون وراء شخصيات بمساحيق تجميلية . هؤلاء المتطرفون اللايت الذين يدعون انهم ملاك الحقيقة المطلقة ، ولا يقبلون بنسبية هذه الحقيقة ،وهم احاديي التفكير لا يقبلون التعددية (إلا في النكاح) ، ويرون أن القضية التي يطرحونها مقدسة بغض النظر عن آراء الآخرين ، و من تم فهم يملكون حق الوصاية عليهم ، في تجلي تام لانهيار قيم التسامح و الاعتدال ، و استشراء التطرف و الغلو في الدين و السياسة .
اكيد سيمسني إعصار التكفير ، و سترتطم باذني اتهامات اهونها بانني مشكك ، و اسئلة ايسرها ؛ هل يصدر هذا عن مسلم ؟!
اكيد ستواجهني قلوب عليها اقفالها ، وعقول استراحت لاجتهاد السلف…. إلا أنني ساجيبهم مسبقا ؛ ارحمونا من عشرات الكتب السطحية عن فتنة الدجال ، و ظهور المهدي المنتظر ، وآداب النكاح… وارحمونا وارحموا انفسكم فإنكم تسيؤون للدين عكس ما تظنون….