البرلمان يقزم قانون الإثراء الغير مشروع

2017 مشاهدة

البرلمان يقزم قانون الإثراء الغير مشروع

قانون تجريم الإثراء غير المشروع.. ومحاولة تقزيمه وافراغه من محتواه…!
اقترح بعض ذوي النيات الحسنة مشكورين توقيع عريضة، لدعم إقرارالقانون المتداول بشأنه هذه الايام في البرلمان، والمتعلق بالاثراء غير المشروع، حيث يبذل برلمانيون منتمون لفرق الأغلبية والمعارضة معا، ولحاجة في نفوسهم جهودا حثيثة، تروم تقزيم هذا القانون وافراغه من محتواه، وذلك بهدف التخفيف من اثاره المحتملة مستقبلا، على المصالح الشخصية لفئة مستفيدة من وضعية اللاقانون، حيث راكمت بطرق غير مشروعة، ثروات هائلة تخشى عليها أن تصبح موضوع محاسبة، اذا ما وقع اقرار قانون يجرم الاثراء غير المشروع، وبالتالي تطبيق مبدأ « من اين لك هذا » في حق الأصول والفروع معا، على أن يكون لهذا القانون أثره الرجعي، حتى يتأتى إعادة ثروات وطنية ضاعت بسبب النهب الذي تعرضت له على يد انانيين عابثين بمقدرات البلد، شعارهم الدائم « انا ومن بعدي الطوفان ».
لقد سئم المغاربة من الاستفزازات التي ما فتئوأ يتعرضون لها يوميا، من طرف ناهبي المال العام وأفراد أسرهم، وذلك باسرافهم في مظاهر البذخ والترف في نوع التحدي لشعور المواطنين، كما لو كانوا يعيشون في كوكب غير كوكبهم.
ان الوضعية الاقتصادية الراهنة تحتم القطع وبكل حزم، مع ذلك العهد الذي كان فيه ناهبو المال العام يعيشون في مأمن من أي محاسبة بعدية، وبعد ان وصل السيل الزبى وأصبحت البلاد قاب قوسين او ادنى، من أزمة اقتصادية خانقة لم يعد هناك مبرر للمهادنة اوالمداهنة، وعلى كل ان يتحمل مسؤولية تصرفاته، كما لم يعد هناك مجال للإفلات من الحساب ومن تفعيل تقارير المجلس الاعلى للحسابات التي أدانت صراحة، عددا من المسؤولين في مختلف المؤسسات ورؤساء جماعات وبلديات، عاثوا في الارض فسادا وكانوا السبب في تعطيل وفشل النموذج التنموي على الصعيد المحلي، وبالتالي انعكست اثاره السلبية على النموذج التنموي الوطن ككل، والذي اعلن جلالة الملك فشله رسميا، ما دعا جلالته إلى الاستنجاد بكفاءات وطنية تعيش داخل المغرب وخارجه، والى إنشاء لجنة لهذه الكفاءات للسهر على إعداد نموذج تنموي بديل، لعل من شروط نجاحه هو عدم التساهل مع ناهبي المال العام والعابثين بمقدرات الوطن.
واذا كان الجميع ينتظر تفعيل تقارير المجلس الاعلى للحسابات، ومحاكمة ناهبي المال العام ومرتكبي تجاوزات في تسيير الشأن العام، فإنه كما قال الحجاج بن يوسف الثقفي « اني لارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لصاحبها »، فهناك رؤساء جماعات أثروا ثراء فاحشا، لدرجة أن أحدهم أصبح مستثمرا كبيرا في كل من ألمانيا وتركيا، وكان إلى الأمس القريب مجرد عامل تقني بسيط، كما ان هناك من أقام عرس القرن لنجله كلفه الملايير، وهناك ايضا من حول الجماعة التي يسيرها إلى إمارة خاصة به، حيث امم كل مشاريعها لنفسه وهلم رؤساء فاسدين وعلى الباغي تدور الدوائر.

اخر الأخبار :