اختتام فعاليات المنتدى الوطني التلاميذي لبرنامج التسامح
1042 مشاهدة
خلال الفترة الممتدة ما بين 01 و06 دجنبر 2023 بمراكش، نظمت مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبدعم من سفارة النرويج بالمغرب، فعاليات المنتدى الوطني التلاميذي لبرنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي « APT2C »، تحت شعار: « مشاركة المتعلم (ة) في أنشطة الحياة المدرسية كرافعة لتعزيز قواعد العيش المشترك وترسيخ قيم المواطنة ».
ويأتي تنظيم هذا الحدث التربوي الهام، تنفيذا لخطة العمل السنوية للبرنامج، بهدف تنمية القدرات الفكرية والأخلاقية للتلميذات والتلاميذ المشاركين، وتطوير مهاراتهم الحياتية ذات القيم التربوية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى التدريب على القيادة والاعتماد على النفس.
وشارك في هذا المنتدى ما يناهز 70 تلميذة وتلميذ، رفقة حوالي 14 منسقة ومنسق للحياة المدرسية، من المؤسسات التعليمية المنخرطة في البرنامج، على الصعيد الوطني، الذين تم انتقاؤهم من بين المنخرطات والمنخرطين في الأندية، بشكل فعلي، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ المناصفة بين الجنسين، تحت إشراف وتأطير الفريق المركزي للبرنامج، ومؤطرين من ذوي الخبرة والاختصاص في مجالات الإبداع الفني والثقافي.
وفي الحفل الختامي لهذا الملتقى، ألقت خديجة بوغطاس، مديرة المنتدى، والمنسقة المالية للبرنامج، كلمة افتتاحية، باسم المديرية المنظمة لهذا الحدث بالوزارة، أبرزت من خلالها أن هذه الأخيرة تؤمن جيدا بمبادئ وقيم هذا البرنامج، التي تم إدماجها بالمؤسسات التعليمية المنخرطة، في هذا المجال، عبر الأنشطة التربوية، التي تعالج مواضيع متنوعة، خصوصا المواطنة والسلوك المدني، والعيش المشترك، إضافة إلى محاربة السلوكيات المشينة، مشيرة أن من بين الرهانات التي تم تحقيقها، في مجال تنزيل البرنامج، هناك تكوين تلاميذ مواطنين بمقدورهم مجابهة الوضعيات الصعبة.
وأضافت أن هذا المنتدى يروم تقوية قدرات التلاميذ، من خلال حثهم على إبراز مواهبهم في المجالات الفنية والثقافية، وكذا عرض منجزات مختلف الأكاديميات، على المستوى الوطني، منذ الشروع في تنفيذ البرنامج سنة 2018.
وفي كلمته، بهذه المناسبة، قال مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، إن هذا البرنامج يعتبر من البرامج الهامة، ضمن منظومة التربية والتكوين، على الصعيد الوطني، مشيرا أنه، بفضل جميع الشركاء والمتدخلين، وكذا التعبئة المتواصلة، في هذا المجال، تم تحسين أداء البرنامج، ومنوها بالنتائج المحققة، من خلال تنزيله بالمؤسسات التعليمية المحتضنة له.
كما أوضح أن أهمية البرنامج تتجلى في كونه يعتبر أحد الروافد، التي ساعدت على التفكير في رسم مكونات الهدف الإستراتيجي، المتعلق بتعزيز التفتح في خارطة الطريق 2022-2026 لإصلاح منظومة التربية والتكوين، على المستوى الوطني، مبرزا أن الأثر الواضح للبرنامج يتمثل في نقص مؤشرات العنف بالمؤسسات التعليمية المحتضنة له، وداعيا إلى التفكير في تطوير مختلف مجالات هذا المكون الحيوي بمنظومة التربية والتكوين، من خلال إدماج الذكاء الاصطناعي، ضمن آليات عمل البرنامج، وتعزيز التكوين لفائدة جميع المكونات المعنية بهذا المجال، من تلاميذ وأطر إدارية وتربوية.
ومن جهتها، ألقت نويلا ريتشارد، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، كلمة أكدت من خلالها أن هذا المنتدى يعتبر فرصة رائعة لعرض وتبادل وتقاسم إنجازات البرنامج، على صعيد المغرب، وفضاء حيويا للمبادرات المجددة، حيث تم أثناءه إنجاز عروض مسرحية وموسيقية وفيديوهات، إضافة إلى رسومات تجسد الفكر الخلاق للتلميذ.
وأكدت أن هذا البرنامج قد مكن من إرساء شبكة نشيطة من منسقات ومنسقي الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية المنخرطة، في هذا الشأن، الذين وضعوا خطط عمل عملية للبرنامج، تستهدف نوادي المواطنة بهذه المؤسسات، معتبرة التلميذات والتلاميذ المشاركين في المنتدى قوة محركة للتنمية في الحاضر والمستقبل، ومشيرة أن انخراطهم، من أجل التسامح والسلوك المدني، له أهمية كبيرة في الحياة والمجتمع، وتشكيل صداقاتهم، وتحديد اختياراتهم المهنية المستقبلية، وداعية إياهم للاستمرار في هذا الحلم والإبداع.
وبدورها، تناولت الكلمة سيلج سمانتي فيفاتن، ممثلة سفارة النرويج بالمغرب، لتعرب عن سرورها لحضور هذا الملتقى، الذي يهم المؤسسات التعليمية المنخرطة في البرنامج بسلكي الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي بالمغرب، مشيرة إلى الدعم الذي ما فتئت تقدمه هذه البعثة الدبلوماسية للبرنامج، ومنوهة بجودة التنسيق بين مختلف الشركاء، في هذا المجال، وكذا بالأعمال المنجزة، من طرف التلميذات والتلاميذ المشاركين في هذا المنتدى، وداعية هؤلاء المتمدرسات والمتمدرسين إلى المضي قدما في تنزيل البرنامج، الذي ساهم في تنشيط الحياة المدرسية، على الصعيد الوطني.
وعرف هذا المنتدى، أيضا، تقديم كلمة تأطيرية للفريق المركزي للبرنامج، وصياغة ميثاق المنتدى، وتنظيم أربع ورشات تهم الفن التشكيلي، والسينما، والتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى الموسيقى.
كما شهد هذا الملتقى تنظيم معرض مصغر لكل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين، تم من خلاله عرض أهم إنتاجات المؤسسات التعليمية، وكذا الممارسات الفضلى التي تم إعدادها وبلورتها، من أدوات ومعدات تنشيطية وثقافية وفنية، والتي تجسد الدينامية التي أحدثها البرنامج، للمساهمة في الارتقاء بالحياة المدرسية، على مستوى كل أكاديمية.
إلى ذلك، تم، بهذه المناسبة، تقاسم خصوصيات الجهات، وتنظيم أنشطة ثقافية وتربوية وترفيهية، علاوة على القيام بزيارات سياحية لبعض المعالم الثقافية والتاريخية لمدينة مراكش.
وفي اختتام فعاليات هذا المنتدى، تم عرض شريط توثيقي تحت عنوان « ذاكرة الملتقى »، يؤرخ لأبرز المحطات، واللحظات الجميلة، المفعمة بالتفاعل والتنشيط التربوي، التي عاشها المشاركون، طيلة فترة انعقاد هذا المنتدى.