تنظم دار الشعر بمراكش، يوم غد الأربعاء بمدينة أيت أورير، تظاهرة شعرية وفنية ضمن برنامجها الشعري “أوال”، بمشاركة الشعراء صالح آيت صالح وصفية عز الدين وعبد الرحيم أمدجار وحياة بوترفاس، فيما تحيي فرقة أولاد البلاد لفن الهوارية حفلا فنيا احتفاء بالموروث الثقافي المادي واللامادي لهذا المكون الأساسي للهوية المغربية.
ويأتي تنظيم هذه الفقرة الجديدة من برنامج أوال الشعري، ضمن سياق واستراتيجية دار الشعر والشعراء بمراكش الاحتفاء بالتعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي، كما يأتي في سياق احتفاء المغرب بالسنة الأمازيغية الجديدة (2975)، والتي أعلن عنها رسميا يوم 14 يناير 2024، لأول مرة بعد إقرارها عطلة رسمية في تكريس للاعتراف بالثقافة الأمازيغية كمكون أساسي للهوية المغربية.
وتأتي هذه التظاهرة كذلك ضمن فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية، الذي تنظمه المديرية الجهوية للثقافة تحت شعار “الثقافة الأمازيغية: إرث حضاري وإبداع متجدد”.
ويكتب ديوان أوال في سنته الجديدة شعراء ينتمون إلى جغرافية التعدد الشعري الأمازيغي المغربي، إذ يشارك الشاعر والكاتب صالح آيت صالح من تارودانت، شاعر ومترجم وكاتب راكم العديد من الإصدارات في المنجز الشعري والسردي (الرواية والقصة القصيرة) وفي مجال الترجمة، وقد سبق له التتويج بالعديد من الجوائز من أهمها الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية، صنف الشعر، التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (2019).
وتأتي الشاعرة والفنانة والإعلامية صفية عزالدين، من ورزازات، وهي أول كاتبة باللغة الأمازيغية بالجنوب الشرقي صدر لها أربع إصدارات شعرية، وقد شاركت في العديد من المهرجانات والأمسيات والملتقيات في مختلف مدن المملكة، كما أشرفت على تقديم العديد من البرامج الإذاعية في إذاعة وارزازات طيلة سنوات.
ومن جبال الريف، تشارك الشاعرة حياة بوترفاس من مدينة الناظور، والتي أصدرت ديوانين شعريين “ازويث” (الاشتياق/2021)، و”ازكو” (“العبور”).
أما الشاعر والكاتب عبد الرحيم أمدجار من إقليم شيشاوة، فهو أحد إشراقات دار الشعر بمراكش وأحد متوجيها في جائزة “أحسن قصيدة” (2023)، وقد صدرت له رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية ديوانه الأول “تيغولا نوبراي”، كما شارك بقصائده في العديد من الدواوين الشعرية الجماعية، وقد حصل على العديد من الجوائز الوطنية في مجال الشعر الأمازيغي، كما سبق أن توج بجائزة أحسن قصيدة المنظمة من طرف دار الشعر بمراكش 2023.
ويرمي برنامج أوال لدار الشعر بمراكش الاحتفاء بالمنجز الشعري الأمازيغي، هذه التجربة الشعرية التي تشكل عمقا متعددا للهوية المغربية الشعرية، كما ينفتح على أصوات شعرية تنتمي لعمق المغرب الشعري، وشجرته الشعرية الوارفة الظلال والتجارب، من مختلف جغرافية المغرب المتعددة، وفي ترجمة لاستراتيجية دار الشعر والشعراء بمراكش على أن تكون فضاء مفتوحا للتلاقي واللقاء لأجيال وتجارب وحساسيات الشعر المغربي.
