إصدار جديد: سحر الخط وجمالهفي أعمال سمو الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي

1813 مشاهدة

إصدار جديد: سحر الخط وجمالهفي أعمال سمو الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي

في طبعة أنيقة، صدر عن المطبعة الوطنية بمراكش كتاب سحر الخط وجماله في أعمال سمو الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، تأليف الدكتور محمد البندوري، ويأتي هذا الكتاب رغبة في الانتصار للتجديد في الخط العربي، وإظهار مزية التخصص وما يترتب عنها من إبداع له معانٍ تبث الأفكار الفنية والجمالية، بانتشال حقيقة الخط العربي؛ الخط الباذخ الحاضر في الأعمال الشامخة لسمو الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، من خلال فكرها الموسوعي وطاقتها الإبداعية، إذ صالت في الألوان الأدبية والشعرية وفنون الخط العربي، لتستنطق في مشاريعها الفنية  مختلف الجماليات الخطية والحروفية التي تجذب القارئ والناقد إلى ضرام عوالم هذه التجربة، التي تشكل قيمة مركزية في فن الخط العربي، وفي أعمالها الضالعة في المعرفة الخطية والحروفية الموجهة بأبعاد جمالية وأدبية ثاقبة.

 

لذلك رامت هذه القراءة المعرفية للدكتور محمد البندوري أعمال سمو الشيخة خولة في بعدها الفني والجمالي والأدبي، وذلك لإبرازها على نحو من المعرفة بفنيات الخط بطابع علمي موجه للحقيقة الفنية العربية الثابتة، والبلوغ بالقارئ مرحلة غزيرة بالمفاهيم الخطية والجمالية. وذلك من خلال الفحص المعرفي في إثبات القراءة الجمالية الصحيحة للوحات الخطية والحروفية، لتشييد رؤية فنية عالمة جديدة، تُسهم في تحريك عملية الإبداع بين الشعر والخط من منظور جديد في  الوطن العربي. وهو ما أشار إليه الدكتور محمد البندوري في مقدمة هذا الكتاب اعتبارا لمكانة الخط العربي والشعر والأدب في الحضارة العربية الإسلامية، وإن ثمة علاقة بين الخط العربي وبين الأجناس الأدبية والفنية، ما أثرى الحمولة التشاركية بين هذا الخط وما احتضنه من أشعار وأدب وعلوم وغيرها. مشيرا إلى إسهام العنصر النسوي في مختلف المبادرات الخطية عبر التاريخ العربي الإسلامي العريق، حيث ظل هذا الامتداد ساريا إلى الفترة الآنية؛ يتجلى في الإبداعات النسائية في بعض أرجاء الوطن العربي، ومنها الإمارات العربية المتحدة التي يشهد فيها المجال الثقافي ببعده الحضاري والفني تقدما مبهرا، يُترجم المقاربة الثقافية والفنية بالمجال التنموي، فظهرت أوراش فنية كبرى جعلت الإمارات العربية تحتضن مهرجانات دولية في الخط العربي والحروفية والتشكيل، وفي البحوث النقدية، وفي الشعر والأدب، وغير ذلك مما أثرى المشهد الثقافي والفني، فظهرت أعمال خطية وحروفية عالية الجودة تدخل ضمن صفوة الفن العالمي. وفي هذا الإطار الزاخر بالإبداع برهنت سمو الشيخة خولة عن المكانة العالية للفن والثقافة الإماراتيين في المشهد العربي والعالمي، من خلال منجزاتها الأدبية والفنية التي اقترنت بفن الخط العربي، فكان لها وقع على الطروحات الخطية والحروفية والشعرية، قياسا بما تقدمه سموها من إبداع متفرد جعل النقد يتحدث عن هذه التجربة. وذلك بناء على ما يتم تقديمه من منجزات خطية وحروفية وأدبية وشعرية من خلال مؤسسة خولة للفن والثقافة، ومن خلال منابر ثقافية وفنية وجاليرهات ومعارض خطية وحروفية ذات أبعاد جمالية جديدة، لفتت انتباه الدكتور محمد البندوري ليتناولها بالقراءة والتحليل، حيث تعمقت هذه القراءة داخل أوصال المادة الخطية من خلال لوحات سمو الشيخة خولة، مع رصد مناحي التطور والتجديد في البناء والشكل، وما تم تقديمه من جديد في هذا النطاق. وما تُوفره من معارف عبر المادة الأدبية والشعرية للكشف عن مجموعة من الحقائق التي تتصل مباشرة بالخط، ومقاربتها بعدد من المفردات التي أسهمت في تكوين قاموس خطي له أكثر من دلالة في المشهد الثقافي العربي.

فحمل هذا الإصدار الجديد قراءة معرفية فاحصة استجلى من خلالها الدكتور محمد البندوري ما تحتويه لوحات سمو الشيخة خولة الخطية من أشكال فنية وبلاغية، وما لها من تأثير ظاهر في المشهد الفني والثقافي العربي الآني، وتقديمها من وجهة معرفية جديدة، من شأنها أن تميط اللثام عن مجمل التحولات التي شكلتها خطيا ثم فنيا وجماليا، مع تحديد المدلولات التي شكلت هذا المنجز انطلاقا من الشعر والخط والنصوص الأدبية والشعرية. وقد خصّ المبنى الجمالي في تلك اللوحات بدراسة فاحصة عمّق فيها البحث من زاوية فنية، وذلك بقدر ما يتوافر فيها من رمز وعلامة، وظهورها بمظهر جمالي متفرد؛ محلّلا مختلف الاستعمالات الخطية والعلاماتية والشكلية والرمزية. وتناول كذلك المادة الشعرية في اقترانها بالخط على نحو من التقاطع الفني، وما حقق ذلك من نتائج علمية ومعرفية.

 

وفي سياق آخر، تناول المجال التقني والأساليب الفنية والطرق الإبداعية التي تم استعمالها في هذه اللوحات وكيفيات التجويد في خضم البناء التعبيري، وغير ذلك مما تم تناوله من جماليات الخط العربي الهندسية، وأشكال الحروف الرشيقة والمطاوعة للنصوص الأدبية والشعرية، التي شكلت في تلك اللوحات مقاربة فنية رامت التناسق بين النصوص المتنوعة وأشكال الحروف المبتدعة بشكل متلازم مع الإيمالات والتقويسات والاختزالات، وما إلى ذلك من الصفات الفنية المتعددة. ما شكل خصوصية إبداعية جديرة بالدراسة والبحث. وقد تم تعزيز هذه الدراسة بعدد كبير من اللوحات الخطية والحروفية ليجعل من هذا الكتاب مرجعا للباحثين والدارسين.

 

 

 

اخر الأخبار :