أعوان السلطة بمنطقة سيدي يوسف بن علي .. من دورهم الاستخباراتي إلى صباغة جدران المنازل
2014 مشاهدة
إنهم أعوان السلطة بمنطقة سيدي يوسف بن علي الجنوبي، المكلفون بمراقبة البناء العشوائي، والأسواق، وإرشاد الدوريات الأمنية، ومراقبة المساجد، وتبليغ المواطنين بالاستدعاء إلى الإدارات العمومية، وتسجيل المواطنين في قوائم الانتخابات، وتعقب المناضلين، والتجمعات الجماهيرية، ولقاءات الأحزاب والنقابات والمنظمات اليسارية والإسلامية، بالإضافة إلى العمل داخل الإدارات، والتعاون مع المخابرات.
هم المصدر الرئيسي للمعلومة التي تصل إلى رجال السلطة المحلية، إن لم نقل الحجر الأساس الذي تقوم عليه وزارة الداخلية، فقد كانوا السبب وراء توقيف عدد من دوي الأفكار المتطرفة-الإرهابية، وهذا ليس كذبا بالمطلق، فهم عين منطقة سيدي يوسف بن علي التي لا تنام، كما يصفهم الجميع وإن بتوجس وحيطة كبيرين، هم الحاضرون في كل مكان، فكل غريب عن الحي، أو كل قاطن فيه تغير سلوكه إلا وسقط بسرعة البرق في « راداراتهم »، لا يترددون في إبلاغ رؤسائهم عنه، الذين يعلمون بدورهم الأجهزة الاستعلاماتية-المخابراتية، التي قد تعثر على صيد ثمين بفضل أعوان السلطة أعلاه « جنود الخفاء ».
ورغم هذه الأدوار الهامة التي يقومون بها فلم تشفع لهم، ليعيشوا وللأسف، وضعية استثنائية، وضعية حگرة وظلم لم يرى ولم يسمع أشد منها، وضعية جعلتني وأنا أمسك قلمي للكتابة عن وضعيتهم أستحضر البيت الشعري لطرفة بن العبد البكري: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسامِ المهند، حيث حولوا لعمال مختصين في صباغة واجهات المنازل المتواجدة بشارع المركب وزنقة ولاد بن السبع، وذلك بدعوى حضور لجنة من FIFA للمركب الرياضي حسناء بن حسي بغية معاينة وضعية هذا الأخير.
فإذا سقط ذلك المقدم من فوق سلم يتعدى طوله 4 أمتار، فهل سيأخذ تعويضا عن تلك الحادثة أم « يخوي الما على كرشو » لأن المصالح المختصة ستتكلف فقط « شكون قاليك تمشي تصبغ داك الحيط، هذاك ماشي شغلك »؟!، ثم من أين سيأتي ذلك المقدم بمواد ومعدات الصباغة الخاصة بتلك الجدران، في ظل تلك الأجرة الهزيلة جدا مقارنة بمهامهم، خاصة أن حتى مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي لا يمكن بالبتة والمطلق أن يمدهم بمواد الصباغة والقانون هنا واضح؟!، ثم بعد صباغة واجهات تلك المنازل هل سيأخذ أعوان السلطة المذكورين تعويضا عن ذلك؟!… أسئلة كثيرة تطرح في هذا الجانب، لا يسع المجال لطرحها، لتكون ختامها رسالة لمن دفع بهؤلاء المقدمين لعمل الصباغة هذا « إتق الله فيهم ».
هذا، وتتحفظ جريدة مراكش الإخبارية عن نشر صور لأعوان سلطة وهم يقومون بعمليات صباغة جدران المنازل المتواجدة بشارع المركب، وذلك حفاظا على ما تبقى من كرامتهم.