آثار الجائحة وتأخر المنحة..شقاء طلبة الجامعة في فترة الامتحانات
1710 مشاهدة
انطلقت منذ أسبوع امتحانات الدورة الربيعية في جامعة القاضي عياض كما غيرها في ظل جائحة لم يسلم من تداعياتها أحد للعام الثاني على التوالي، لتكون حملا ثقيلا على كاهل الطلبة الجامعيين المنهك.
لقد مست الجائحة الدرس الجامعي منذ بدايتها، ولم يسلم من لعنتها رغم كل الجهود، ولعل أكبر المتضررين هم فئة الطلبة، فبعد اعتماد التعليم عن بعد إثر فرض الحجر الصحي العام الماضي، فإن الصيغة كانت مختلفة هذه السنة، حيث قررت الكليات فتح أبوابها وتركت الحضور اختياريا، مع وضع الدروس في منصات تعليمية خاصة، وفرض انتشار الوباء إقفال أبواب الحي الجامعي في وجه الآفاقيين منهم، فلم يعد أمام غير القادرين على تأدية تكلفة كراء شهرية إلا متابعة الدراسة عن بعد، وحكمت تداعيات حالة الطوارئ الصحية وتبعاتها الاقتصادية على أكثرهم بالمكوث في بيوتهم رفقة أسرهم التي تصارع من أجل المعيش اليومي.
وقد شهدنا خلال هذه السنة أحداثا مؤسفة لطلبة جامعيين اختاروا القدوم إلى مراكش رغم الأزمة إلا أن المطاف انتهى بهم إلى ما لا يسر، واضطر بعضهم إلى طلب المساعدة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد ضيق السبل وانغلاق الأبواب.
وفيما يخص الدرس الجامعي فمتابعته عن بعد إن جنبت توقفه فقد ضربته في الصميم، نظرا لخصوصية المرحلة الجامعية التي تتطلب تأطيرا للنقاش الجاد واجتهادا في البحث والتنقيب، وتعلو قيمتها بالاحتكاك المباشر بالأساتذة الباحثين والاستفادة منهم.
إن كانت هذه الاكراهات طبعت السنة الجامعية، ففترة الامتحانات عمقت الأزمة، حيث أصبح الطلبة وجها لوجه أمام تحصيلهم الذي مر في ظروف غير إعتيادية أثرت عليه سلبا، خصوصا وأن بعض الأساتذة اعتبروا القلة من الطلبة الذين تمكنوا من متابعة محاضراتهم حضوريا أكثر جدية وأحق بالنجاح، غافلين عن ما منع زملاءهم من الآفاقيين الذين حبستهم ظروف الجائحة عن الالتحاق بالجامعة، بل وامتد الأمر ببعض الأساتذة إلى اعتبار الحضور معيارا للتنقيط بما يخالف قوانين الكليات كما عاينت ذلك « مراكش الإخبارية » في أحد قاعات الامتحان بكلية الحقوق بمراكش، حيث قدم أحد الأساتذة متوعدا طلبته بترسيب من لم يكن من الحاضرين منهم لمحاضراته ووصفهم بالغرباء.
وقد عانى عدد من الطلبة الآفاقيين الأمرين خلال فترة الامتحانات جراء إغلاق الحي الجامعي وتأخر صرف الشطر الثالث من المنحة وعدم توفرهم على غرف للكراء كما غيرهم، حيث اختيارت عدد من كليات جامعة القاضي عياض أن تكون الامتحانات حضورية في مقارها، ولم تقم المراكز المحلية للامتحانات كما فعلت السنة الماضية.
بالرغم من أن العالم بدأ يتجه نحو تجاوز أزمة « كورونا »، إلا أن تداعياتها المباشرة وغير المباشرة سيطول أثرها، والتي من بينها في هذا الإطار ضرب تكافؤ الفرص بين طلاب الجامعة.