ناهد العمري: المرأة القروية طاقة لا يستهان بها ولابد ان تشارك سياسيا للمساهمة في النهوض بالقطاعات الاجتماعية ( حوار)

2655 مشاهدة

ناهد العمري: المرأة القروية طاقة لا يستهان بها ولابد ان تشارك سياسيا للمساهمة في النهوض بالقطاعات الاجتماعية ( حوار)

 

متابعة للشأن السياسي على مستوى اٍقليم الحوز لتسليط الضوء أكثر على دور المرأة القروية في التنمية المحلية من خلال مشاركتها في العمل السياسي، نستضيف ناهد العمري، دكتورة، واستاذة باحثة في الشأن الاقتصادي، ومستشارة جماعية بجماعة ايت اورير، وعضو المكتب الوطني بجمعية الحمامة للتربية والتكوين، ورئيسة التمثيلية لمنظمة المرأة التجمعية بالحوز، وللمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، وجهنا أسئلة لضيفتنا كالتالي:

هل تعتقدين أن المرأة القروية قادرة على المساهمة في التنمية المحلية من خلال المشاركة السياسية؟

للمرأة المغربية بصفة عامة وللمرأة القروية بصفة خاصة دور فعال في المساهمة في التنمية المحلية من خلال مشاركتها في أغلب الأعمال التنموية. فكما لا يخفاكم علما أن المرأة القروية تملك طاقة لا يستهان بها تتجسد في مساهمتها في الانتاج الفلاحي من خلال تربية المواشي، جني المحصول الزراعي، زراعة الارض وحصادها وغيرها…، ناهيك عن واجباتها المنزلية في تربية الابناء وكذا مشاركته في أنشطة جمعوية وخصوصا مساهمتها في الرفع من انتاجية نسيج التعاونيات. إذ أننا نلاحظ ان المرأة القرية عنصر فعال ورائدة في مجال التعاونيات، وانها ساهمت بشكل ايجابي في تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وكل هذه الادوار التي تقوم بها جعلت من المرأة القروية العنصر القادر على تقلد مناصب المسؤولية دخول مناصب القرار من خلال مشاركتها السياسية حيث تتجاوب بشكل فعال مع متطلبات الساكنة.

كيف السبيل الى المشاركة الانتخابية للمرأة؟ وهل مشاركتها دعم للتنمية الديمقراطية؟

حقق دستور 2011 تطورا كبيرا في تعزيز المناصفة والمساواة بين المرأة والرجل في التمتع بالحقوق والحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية، حيث يحق للمرأة المشاركة في جميع الانتخابات أسوة بالرجل دون أي تمييز حسب المادتان 19 و30 من دستور 2011، والمادتان 3 و4 من مدوّنة الانتخابات الصادرة في 30 دجنبر 2008

صحيح أن القوانين الانتخابية وأيضا الدستور المغربي ساهم في ارتفاع وثيرة المشاركة السياسية للنساء حيث عرفت تطورا تصاعديا حيث تم الزام المجالس المنتخبة بإدماج مقاربة النوع والمقاربة التشاركية وذلك لتجاوز ضعف تمثيلية النساء في المجالس المنتخبة. لكن كل هذه للتدابير تظل غير كافية للوصول الى المناصفة، فلا تزال هناك صعوبات عديدة تعرقل تفعيل المشاركة الحقيقية للنساء في السياسة والولوج لمناصب القرار.

انطلاقا من تجربتك السياسية، ما الذي يعيق النساء في وضعية هشاشة عن المشاركة في العمل السياسي؟

في نظري هناك عدة معيقات تواجهها النساء في وضعية هشاشة في الولوج والمشاركة في العمل السياسي. أولها العقلية الذكورية التي تهيمن العالم القروي والانتقاص من قدرات المرأة، وذلك يتجسد لنا في حرمانها من التمتع بأبسط حقوقها ألا وهو التعليم، وأيضا الاستقلالية المالية علما أنا هي التي توفر المدخول الأسري ومصدره في أغلب الأحيان. وكذا حرمانها من الولوج والانخراط في العمل السياسي فقط لأنها امرأة.

ثانيا: نظرة المجتمع للمرأة التي تمارس السياسة في العالم القروي والتي تدخل غمار الانتخابات على أنها ليست أهل لتلك المهمة وأنا عالم السياسة هو حكر فقط على الرجال.

ثالثا: هناك معيقات داخل بعض الاحزاب السياسية حيث أنهم يكتفون فقط بتخصيص « الكوطا » المفروضة قانونيا للمرأة لا غير، اذ لا يمكن ان نصل الى المناصفة وتمثيلية قوية للنساء في المجالس المنتخبة.

وأخير وأكبر معيق هو إرادة المرأة القروية وضعف ثقتها في نفسها في مواجهة هذه الصعوبات التي تطرقت إليها سابقا تجعل منها أحيانا امرأة تختار الانسحاب وافراغ الساحة لتكتفي فقط بالتصويت على أشخاص قد يكونون أقل كفاءة منها فقط لعدم إعطائها الفرصة التي تستحق.

وفي هذه النقطة أود ان أعطي نداء لكل امرأة قروية أن تعزز ثقاتها بنفسها وأن تكون لها إرادة وعزيمة قوية في فرض وجودها في الساحة السياسة، وإثبات كفاءتها وأن تكون المرأة القروية الحديدية التي لا يمكن أن يقف أحدا أمام نجاحها.

 

 

اخر الأخبار :