مقال عنصري ضد السياحة بمراكش يصف أهلها ب »النصابة »
3735 مشاهدة
نشرت إحدى الجرائد الاليكترونية مقالا ذو توجه عنصري يروج للسياحة في جهة فاس مكناس على حساب جهة مراكش، وشن المقال هجوما عنصريا على مدينة مراكش باعتبارها الوجهة السياحية الأولى في المغرب، انطلاقا من العنوان الذي تضمن لوحده فقرة كاملة تكشف عن حقد غير مبرر اتجاه مراكش حيث جاء فيه « السياحة ماشي هي مراكش و جامع الفنا ! كاينين مناطق فالمغرب احسن بزاف و بأثمنة مناسبة بزاف و محتاجين بزاف للسياحة ولكن ماكايتمش الترويج ليهم فحال فاس افران و النواحي لي بالنسبة ليا كانشوف عندهم امكانيات هائلة فين تبان مراكش خاصهم غي كريستيانو رونالدو و لا جمال الدبوز يشريو فيهم شي قصر و لا ڤيلا باش يبانو تاهوما ».
وضم المقال الذي يمتح من معجم الشارع و « كلام الزنقة » مصطلحات قادحة في حق أهل مراكش والعاملين في القطاع السياحي بها، والذين وصفتهم « كاتبة » المقال بـ »النصابة » حيث قالت « ماكايناش ديك تانصابت لي للاسف كانلقاوها فبعض البياعة و الشراية فمراكش »، ولم تكتف بهذا الكلام وأضافت مبتغية الترويج للسياحة بمناطق أخرى من المغرب على حساب مراكش وجهة السياح المغاربة والأجانب الأولى » التعامل ديال الناس و الاثمنة المناسبة ! ايه حقا ماكاينش لوطيلات ديال مراكش و المنتجعات ديال مراكش و لكن كاين التعامل المزيان و كاين الاثمنة المناسبة ! بازار فآزرو كاتمشي تشري من عندو ماكاتحسش بيه باغي يهبط ليك السروال بالعكس كاتحس بيه كايشجعك باش تتقدى من عندو ! ماكايناش ديك تانصابت لي للاسف كانلقاوها فبعض البياعة و الشراية فمراكش ».
وتمادت « الكاتبة » في « مقالتها » ذات الحمولة العنصرية، في منبر سمح بنشر هذا الخطاب البئيس دون مراعاة لضوابط المهنة وقبلها أخلاق المواطنة، لتتابع هجومها على أهل المدينة الذي لم يسلم منها حتى المتسولون » حتى السعاية مثلا فدوك المناطق واخا قلال كاتحس بيهم فعلا محتاجين لي يصوڤيهم حيت لاكنتي سعاي فبوفكران مثلا و لا ازرو ! راك فعلا سعاي د بصح ماشي سعاي فكازا و لا مراكش شلاهبي عندو دار فيها ربعة طاج و كايسعى كنوع من المتعة ! لا ! تما بنادم فعلا مقودة عليه و بزاف ديال المرات ماعندو حتى شي بديل آخر ! ».
يبدو أن « المقالة » شاردة عن مسارات العقل والمنطق، لتسرف في الهدم الرمزي بالهذيان لصورة مدينة يعشقها المغاربة جميعا، وتسيدت عرش السياحة في البلد أولا بسبب لطف أهلها وحسن معشرهم، وترحيبهم بالجميع دون عنصرية أو حقد، ولأنها نتاج حضارة امتدت لمئات السنين، ومجدها في المغرب وتفردها ليس صدفة أو حدثا طارئا على الزمان مستجدا في حديث الأعوام، حتى أن المغرب إلى عهد قريب كان يعرف باسمها، كان المغرب مراكش.
وبعد الهجوم على من يقطن مراكش من البشر انطلقت « المقالة » بسخافة وصفاقة نحو الشجر والحجر حيث جاء فيها « مراكش انا شخصيا كاتجيني اوڤر رايتد وبجهد! علاش ؟ حيت بزاف ديال المشاهير و اللعابة د الكورة و الرؤساء شاريين فيها القصورا و لوطيلات !و من بعد ؟ شنو فيها مايتشاف ؟ علاش عليها هاد الزخم كولو ؟ واش ماكاينش بلايص فالمغرب يستاهلو انه المغربي يخسر فيهم فلوسو بلا مايحس براسو تنصب عليه من شي مول طاكسي و لا اوطيل و لا ريسطو ؟ »، ليبقى الرد الأسلم على هذا الهذيان أن لكل داء دواء إلا الحماقة أعيت من يداويها.
إن هذه « المقالة » تكمن خطورتها ليس في التشويش على مراكش السياحية في عز أزمتها، لأن هذا هدف بعيد عن مثل « كاتبتها » ووزنها، لكن البؤس فيه هو التناقض الذي يخلقه بين منطقتين من مناطق المغرب، حيث يصبح نجاح جهة في قطاع معين فشلا للجهة الأخرى، وحيث عوض البحث في أسباب تفوق ونجاح مراكش في السياحة وتحولها إلى وجهة عالمية والذي من البديهي أن يكون مكمن فخر للمغاربة جميعا، يذهب قاصري الفهم إلى هدم النجاح وخلق الفتن والحزازات التي لن تربح فيها أية جهة من جهات المغرب، ولن تجلب له إلا الخراب، لهذا يجب محاسبة من تسول له نفسه هدم المغرب من الداخل، ونتساءل في ذات الآن عن دور « الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري » في مراقبة مثل هذه الكتابات الناشزة بحمولتها السامة وأفكارها الميتة المميتة ولغتها الساقطة.