معرض « شاعر يمر ».. دعوة لاستكشاف العالم الفني والأدبي لعبد اللطيف اللعبي

1072 مشاهدة

معرض « شاعر يمر ».. دعوة لاستكشاف العالم الفني والأدبي لعبد اللطيف اللعبي
يشكل معرض « شاعر يمر » للكاتب والشاعر والرسام المغربي عبد اللطيف اللعبي، والذي تم افتتاحه  أمس الثلاثاء بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، دعوة للغوص في العالم الإبداعي لهذا الكاتب والفنان متعدد المشارب.

ويسلط المعرض الضوء على العمل الغني والملتزم لهذه الشخصية البارزة في المشهد الثقافي المغربي التي استطاعت من خلال أعمالها أن تتحدث باسم جيل يبحث عن معنى للوجود باستخدام الفن كوسيلة للتفكير والتأمل.

ويعتبر معرض « شاعر يمر » فرصة لعشاق الشعر والرسم والفن عموما لاكتشاف العالم المتنوع والمركب للعبي.

ويكشف المعرض عن إبداع فترة زمنية بأكملها حيث يقدم مجموعة متنوعة من المنشورات الأدبية والوثائق الأرشيفية واللوحات والفيديوهات التي تبرز مختلف الجوانب الإبداعية لهذا الفنان.

وأبرز عبد اللطيف اللعبي في ندوة صحفية حول هذا الحدث، أن المعرض يحكي قصة الحركية الثقافي متعددة الأبعاد التي غيرت وجه الساحة الأدبية المغربية، بالإضافة إلى تجارب الشخصيات التي شاركت في هذا الحركية.

وأضاف الكاتب « أن المعرض يشكل أيضا صلة وصل بين تجربته الشخصية وتجربة مجلة (أنفاس) التي تأسست سنة 1966 » والتي مكنت من الإسهام في خدمة الثقافة المغربية واستطاعت تلبية الحاجيات الثقافية في تلك المرحلة.

وعن عنوان المعرض « شاعر يمر »، أوضح الكاتب أنه أراد من خلاله التعبير عن المزج بين تجربة الرواية والشعر والفن التشكيلي التي عاشها بكامل جوارحه، مبرزا أنه يأبى إلا أن يترك بصمة فريدة وخالدة رغم قصر فترة « مروره » في الحياة بالنسبة للتاريخ البشري.

من جانبه، قال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، أن المؤسسة ارتأت أنه من المهم تكريم عبد اللطيف اللعبي باعتباره شخصية أدبية وفنية بارزة، وذلك للدور التاريخي الذي اضطلع به في تطوير العمل الفني بالمملكة.

وصرح مهدي قطبي أن المتحف يحتفي بحرارة باحتضان معرض لهذه الشخصية التي طبعت المجتمع الثقافي والساحة الفنية بتاريخها الشخصي والأدبي والتشكيلي، مضيفا أن عبد اللطيف اللعبي ينتمي لذلك الجيل من الشخصيات التي حركت ركود الأفكار من أجل تحقيق التقدم الاجتماعي، ولاسيما من خلال مجلة « أنفاس ».

ويفتتح المعرض بقسم أول مخصص لمجلة « أنفاس » التي أسسها عبد اللطيف اللعبي سنة 1966 رفقة الشعراء مصطفى النيسابوري ومحمد خير الدين والرسامين فريد بلكاهية ومحمد شعبة ومحمد مليحي. كما يحيي هذا الفضاء تكريما لمحمد مليحي، الذي قام بابتكار تصميم للمجلة من خلال لوحات أبدعها الفنان الراحل بمناسبة الذكرى الخمسين ل »أنفاس ».

ويخصص القسم الثاني للإنتاح الوفير الذي قام به اللعبي في الشعر والأدب بدءا من مجموعاته وقصصه الأولى حتى أحدث أعماله ومقالاته.

ويستكمل هذا المعرض الاستعادي بمجموعة مختارة من الكتب الفنية والشعر المرئي الذي تم إنتاجه بالتعاون مع الرسامين والنحاتين المعاصرين.

وفي فضاء سمعي بصري، ستبث مقابلات أجريت مع الفنان وتسترجع اللحظات الأساسية في مسيرته، فيما يكشف الجزء الأخير عن الجانب الأقل شهرة للعبي باعتباره رساما، ويقدم نظرة عن انتقاله بين الشعر والرسم وتطور مساره الفني.

يشار إلى أن عبد اللطيف اللعبي ولد سنة 1942 في مدينة فاس، وأسس عام 1966 مجلة أنفاس التي لعبت دورا بارزا في تحديث الإبداع والفكر المغربيين.

وتتوزع أعماله ما بين الشعر والرواية والمسرح وكتب الأطفال والدراسات حول الثقافة والسياسة، وترجمت إلى كثير من اللغات كما نال على أعماله الشعرية عدة جوائز دولية، آخرها جائزة غونكور الفرنسية لعام 2009.

اخر الأخبار :