مدينة أسفي..وجهة سياحية متعددة الأوجه

1938 مشاهدة

مدينة أسفي..وجهة سياحية متعددة الأوجه

 

بامتدادها على المحيط الأطلسي، كشاهد على مراحل مشرقة من التاريخ البحري للمملكة، تعد مدينة آسفي، بمؤهلاتها الحضارية والمعمارية والثقافية والاقتصادية والسياحية المتتوعة والهائلة، وجهة سياحية متعددة الأوجه، تبحث بشكل دائم عن التثمين والترويج.

وتزخر هذه المدينة الأطلسية الغنية، أيضا، بضاحيتها المتفردة هي الأخرى بمناخها وجمالية مناظرها الطبيعية والبيئة، كما تتمتع بموقع جغرافي جميل، مع قربها من مراكش، الوجهة السياحية الرئيسية للمملكة، ومن الصويرة، أرض التعايش وحوار الحضارات والثقافات. هذه المؤهلات إلى جانب أخرى تجعل من آسفي « مثالا واضحا » لوجهة مرجعية رمزية وفريدة، يرتبط تاريخها ارتباطا وثيقا بسمعتها المينائية.

ووفقا للمؤرخ بطليموس، فقد كانت آسفي مركزا تجاريا فينيقيا، وربما تردد عليه الرومان لاحقا. كما أطلق عليها ابن خلدون اسم « حاضرة المحيط »، وقد أمنت، في عهد الإمبراطورية الموحدية في القرن الثاني عشر، علاقات مباشرة مع الأندلس، وشكلت فضاء حضريا به تحصينات مهمة ومسجد مركزي كبير.

وفرضت آسفي تدريجيا، نفسها كموقع للمبادلات التجارية قبل أن تجذب أطماع البرتغاليين، الذين سيحتلونها لمدة 32 سنة حتى العام 1541، عندما استرجعها السعديون، ومنذ ذلك التاريخ، وتحت حكم الأسرة العلوية، ستستمر آسفي في التطور بوتيرة مضطردة، حيث أضحت تتوفر، على مر السنين، على البنيات التحتية الضرورية التي تليق بمدينة أصيلة ولكنها منفتحة على الحداثة.

وذكر الكاتب العام للمجلس الإقليمي للسياحة لآسفي، عبد العزيز المودن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن آسفي كانت أرضا للتعايش والتسامح بين الديانات، مع وجود طائفة يهودية كبيرة، بأوليائها اليهود السبعة « أولاد زميرو » المدفونين في آسفي، والذين يستقبل ضريحهم سنويا مئات الحجاج اليهود، على الرغم من أن حاضرة المحيط لم تتوفر أبدا على « ملاح » بالمعنى الدقيق للكلمة.

وأضاف أن حاضرة المحيط تدين بسمعتها كذلك لمينائها المشيد في المياه العميقة، والذي ساهم، خلال القرن العشرين، في انتعاش الصيد الصناعي، وخصوصا سمك السردين الذي اضطلع بدور كبير في تطوير التعليب، ما أضفى على آسفي في بداية 1950، صفة أول ميناء للسردين في العالم للصيد والتعليب.

ومكن هذا الانفتاح على المحيط الأطلسي آسفي من أن تكون فضاء متميزا لالتقاء الثقافات وتبادل الأفكار والسلع، وملتقى للرجال، يغذي روح المغامرة والحرية والفضول من أجل اكتشاف هذا الجزء من التراب الوطني، حيث تمتزج الأصالة والحداثة.

من جهته، أشار المندوب الإقليمي للسياحة بآسفي واليوسفية، محمد مملوك، إلى أن مدينة آسفي تتمتع بهذه الخصوصية المتمثلة في تقديم ميزة ثلاثية لضيوفها، كونها مدينة ضاربة جذورها في التاريخ، وحيوية ونشطة، بفضل مينائها الكبير المتخصص في تصدير الفوسفاط، ونسيجها الصناعي، وإمكانياتها الفلاحية، وديناميتها التجارية، وإمكانية الوصول إليها عبر شبكات من الطرق، سريعة وعادية، وسككية، كما أنها مدينة متفردة تشتهر بالخزف والفخار.

وأضاف أن الزوار ينبهرون بسحر المدينة العتيقة لآسفي، التي تجتمع فيها أهمية المكان، والتناغم المعماري بين المباني والبنايات الثقافية والدينية المختلفة (مسيحية، إسلامية ويهودية).

 

و م.ع

اخر الأخبار :