غياب العفة والحياء عن منظمي مهرجاني موازين وكناوة بعد وفاة الأميرة للا لطيفة
1894 مشاهدة
في خضم الأجواء الحزينة التي عاشتها المملكة المغربية يوم أمس السبت، بعد أن نعى الناطق باسم القصر الملكي انتقال الأميرة للا لطيفة، حرم الملك الراحل الحسن الثاني ووالدة الملك محمد السادس، الى رحمة الله ، فرغم ذلك، وخلافا لما تم الترويج له ساعتها لم يتم تعليق أي تظاهرات أو إعلان حداد رسمي، حيث تقرر استمرار الأمور على طبيعتها، مما يعكس أعراف القصر الملكي و التي تقتضي أن يُعلن الحداد الرسمي شاملاً وطويل المدة، حين وفاة الملك ويتم تعليق الأنشطة الرسمية وتنكيس الأعلام، في حين أن وفاة أفراد آخرين من العائلة الملكية يتم التعامل معها بدرجة أقل من الرسمية، ويكون الحداد غالبا داخليا داخل العائلة الملكية نفسها، بينما تستمر الحياة اليومية للمواطنين بشكل اعتيادي.
لكن وفاة والدة جلالة الملك تمثل حدثا جللا بالنسبة لجميع المغاربة، فكان من الأجدر أن يظهر منظمو مهرجاني موازين وكناوة قدرا من العفة والحياء في تعاملهم مع هذا الحادث الأليم، كيف يمكن لإدارة مهرجان موازين أن تواصل برنامجها وكأن شيئًا لم يكن، في حين أن الحزن يخيم على القصر الملكي وأفراد العائلة الملكية؟
كان من المتوقع من منظمي هذه الفعاليات أن يظهروا احتراماً لحزن الملك وحزن العائلة الملكية وجميع المغاربة، من العيب أن يصدح صوت الموسيقى في الرباط على بعد أمتار قليلة من القصر الملكي الذي يعاني من الفقدان، كان من الممكن على الأقل إلغاء فعاليات ليلة السبت بمبادرة ذاتية من المنظمين، تعبيرا عن الحزن والمواساة.
وكما هو معتاد في التقاليد المغربية، فإن احترام مشاعر الجيران والمعارف يعتبر من القيم الأساسية، لذا، كان على إدارة مهرجان كناوة، التي تشرف عليها سيدة مغربية وبرلمانية تنعم في نعيم المقيم الذي تنعم به عليها مؤسسات وادارات ووزارات أن تُظهر جانبا إنسانيا وتعاملًا أكثر احترامًا مع حالة الوفاة، وان تضحي بقليل دون الدخول في التفاصيل التي لا يتسع المجال لذكرها،
فالمغاربة يؤجلون الأفراح في حالة وفاة أحد الجيران، أو يقللون من مظاهر الفرح حدادًا، كان من المفترض أن تصدر إدارتا موازين وكناوة بيانًا يعبر عن احترامهما للحداد، ويتضمن وقف الفعاليات على الأقل في تلك الليلة، مراعاةً لمشاعر العائلة الملكية وعموم المغاربة، لكن، ما حدث يُظهر قلة حياء وتربية وانعدام العفة، وطغيان الجشع على الأخلاق والقيم المجتمعية.
يجب أن نتذكر دائماً أن الاحترافية في تنظيم الفعاليات تتطلب أيضاً احترام القيم المجتمعية والأخلاقية، ومراعاة مشاعر الآخرين في الأوقات الصعبة.