رسالتي إلى السيدة العمدة

1786 مشاهدة

رسالتي إلى السيدة العمدة

تحية واحتراما ،
وبعد ،
أوجه لكم رسالتي ولا ادري هل لازالت مراسيم التهنئة قائمة بعد مضي مدة فاقت بطبيعة الحال المائة يوم. هذا التزامن اعتبره محض صدفة لاغير ، لم ارتب له من قبل فهي فرصة تلتقط فيها الأنفاس وتهدأ فيها الحروب وتقام فيها الأفراح والولائم ويعم الصمت والمبالغة في التأمل لفهم ماجرى حيث تغطي نشوة الفوز وصدمة الإحباط على حد سواء عما سواها من العمليات الضرورية فالأهم تحقق ، الوصول إلى الكرسي بأية وسيلة ومهما كان الثمن .فلا تقييم ولا خلاصات ، تفقد اللحظة تأثيرها ونشوتها وأصبحت الأمور عادية يطويها الروتين. رجوعك الى المنصب بعد محطة 2015 /2009 وكأنها رد الإعتبار لك لتدخلي من الباب الواسع كما دخلته اول مرة بعدما خرج خصمك السياسي من « تحت الدف » وتلك سنة الحياة السياسية يوم لك ويوم عليك، والفطن من عمل لما بعد التنحي حتى لا يفقد رصيده النضالي والأخلاقي على حد سواء.
يعجبني فيكم سيدتي الإصرار المؤطر بأهداف ، وكيف تخططين للوصول إليها ، وسط الإعصار والأمواج العاثية تستطيعين الخروج بسلام ، فعلا استراتيجية تحتاج لدراسة فبعد التنحي الأول رجعتم وهي سابقة في السياسة لن تكون من نصيب غيركم وبالمعطيات .هنيئا لك سيدتي هذا الإنجاز
بانتخابك على رئاسة المجلس. ارتفعت الأهازيج والمازن المراكشية وانتشرت بزيادة تصريحات يطبعها الكرم الحاتمي المبالغ فيه يتفاءل بالمرحلة القادمة وهو حق مشروع باعتباركم أولا بنت البلاد ثانيا معرفتكم بدواليب التدبير وسابق معرفتكم بها ،ذلك مانتمنى حتى لاينعثنا البعض بالعدمية والتشاؤم المبالغ فيه .فعلا مسؤولية جسيمة أن تجمع في خضم انشغالات كان الله في عونك بين عمودية مدينة ومهمة وزارية، ازدواجية المهام تطرح العديد من الأسئلة كيف ندبر زمان مسؤولية حين نتواجد بالأخرى . لكن أعلم جيدا أنك بنت الدار من حيث الإنتماء والتدبير أيضا وهو عامل لاشك سيذلل الصعاب .
أكتب لك رسالتي هذه لارفع لك معاناة ساكنة مراكش مع قضايا رئيسية اتمنى أن تلقى تجاوبا من طرفكم .المدينة كانت نموذجا في النظافة بشهادة كل من زارها اتمنى أن نعيد لها هذه الصورة بعدم الاقتصار على الاحياء الواجهة والممرات الرئيسية بل نريدها في كل الأحياء و بدون استثناء وهو أمر يحتاج لتنافسية بين مجالس المدينة حتى تتضح الصورة بين المشاريع الناجعة و »الماكياج الخاوي » الذي لن ينفع المدينة وليس له أثر على أرض الواقع .
السير والجولان قصة أخرى وعدم انجاز ممرات تحت ارضية في النقط السوداء يجعل منها جحيما لايطاق . مع إعادة تأهيل عملية التشوير لتواكب التحولات العمرانية التي تعرفها المدينة .الشوارع لم تعد تستوعب الكم الهائل من العربات وتحتاج لتوسعة .كما يتساءل المتتبعون متى سيتم نقل المحطة الطرقية لمكانها الجديد حتى تستطيع باب دكالة التنفس بشكل طبيعي .
لايمكن أن نتكلم عن السياحة دون تنظيم وتأهيل لامن حيث أسواق المدينة ولا القطاعات غير المهيكلة مع البحث عن بدائل في ظل توقف السياحة الخارجية فالرهان على المعطى الداخلي لازال قائما .
هذه بعض النقط اراها أساسية واضعها بين أيديكم متمنيا لكم مسيرة موفقة لأن في نجاحكم نجاح المدينة . فيكفينا ماعانينا من الاحباطات فالزمن لم يعد يحتمل .تحياتي لكم .
ذ. ادريس المغلشي .

اخر الأخبار :