مشاهدة : 2308

رحيل عبد الواحد الشرايبي ..رجل التواصل والثقافة والفنون :

رحيل عبد الواحد الشرايبي ..رجل التواصل والثقافة والفنون :


غيب الموت يوم أمس الأربعاء بمدينة الرباط واحدا من اعز الأصدقاء، هو رجل التواصل والزجل والثقافة والفنون، عبد الواحد الشرايبي.

وحتى الأمس القريب، وبالضبط الأسبوع الأخير، كنا نلتقي في جلسات بالمقهى، وكان يخطط لمشاريع وإصدارات جديدة، يتحدث عنها بمنتهى الحماس.
« مراكشي الهوى والمولد سنة 1952″، حسب تعبيره.
كان منشغلا بالشأن الثقافي والفني حتى النخاع.
كرس حياته كلها لهذا المجال، لم يدخر جهدا في سبيل مواكبته والارتقاء به عن طريق سلسلة من المطبوعات والمجلات والمؤلفات التي تعتبر بحق مصادر مرجعية بخصوص تطور الثقافة والفنون والإعلام في المغرب.
أنشأ أول وكالة تواصل بالمدينة الحمراء، سنة 1980، ثم في الرباط سنة 1990
وقبل ذلك هو رسام تشكيلي، ومصمم مبتكر، وضع الهويات البصرية لمؤسسات اقتصادية ومالية.
ومن المحطات البارزة في مساره الفني، انجازه الفني البصري الموسوم ب »تحولات » الذي زينت به الأوراق المالية الصادرة عن بنك المغرب سنة 2002.
وفي السنوات الأخيرة، خصص جزءا كبيرا من وقته للتنقيب في تاريخ ونسب آل الشرايبي، بتأسيسه لمؤسسة الشرايبي، في الرباط، وإصداره لخمسة كتب حول العائلة، متتبعا مسار أفرادها في المغرب وفي العالم كله، ساعيا إلى لم شملهم عبر الملتقيات التي كان يعقدها خصيصا لهذا الغرض.
وحرصا منه على الحفاظ على مآثر الشرايبيين، من الأولياء الصالحين، بذل أيضا كل ما في وسعه من أجل إعادة ترميم ضريح سيدي قدور الشرايبي بفاس، التي كان يتنقل إليها باستمرار لضمان المقتضيات الإدارية والقانونية والشروط الكفيلة بتفعيل هذا الورش.
وفي إطار تكريم مبدعي آل الشرايبي كان يتهيأ في السنة المقبلة، في مراكش، للاحتفاء بذكرى الفقيد عبد السلام الشرايبي، صاحب رائعتي (الحراز) و(سيدي قدور العلمي) وغيرهما من علامات المسرح المغربي.
وككاتب للزجل أصدر مؤخرا ديوانه المعنون ب »آه لو كان.. » عقب ديوانه « عقلي طار »، وإن كان لا يحسب نفسه من « موالين الكلام »، حسب قوله، في إشارة إلى الشعراء والزجالين الذين سبقوه إلى هذا الحقل الإبداعي.
وكان مدعوا للمساهمة في الدورة 13 لمهرجان »مقامات » الذي تنظمه قريبا جمعية أبي رقراق، بسلا، وذلك لتوقيع ديوانه الأخير « آه لو كان »، برواق « باب فاس »، إلى جانب عدد من المبدعين المغاربة.
ومن أخر ماكتبه يوم 11 يوليوز الجاري، مقطوعة زجلية، نشرها في حائطه الفايسبوكي، يناجي فيها حفيده الذي لم يولد بعد، وهي غنية بالكثير من الدلالات والأبعاد والمعاني:
قال لي حْفيدي اللِّي ما زال ما تْزادْ
جدي يا جدي واش عندي معاك ميعاد ؟
حنا اقْرابْ وُ أنتَ تْشوفني من لَبْعادْ !!!
قُلت أنتَ فْ عِلْم الغيب وُ هذا عْلِينا مكتابْ
إلى ما شَفْتَكْ اليوم فالجنة نَسْطَابْ
خَلِّيتْ ليك الرضى مْعَ عْتَرْتِي وُ فخر انتساب
هذا حال الدنيا كم من زارع أو صياد
يثابر ليلو و نهارو و الصابة رزق من رب لعباد
هدية منو للغاليين و حتى لدوك لكناد
نوصيك يا حفيدي باش تكون من الأسعاد
فرضى الوالدين طهلا و للخير دايم الميعاد
و ربنا العاطي حمدُ وُ صلي على سيد الأسياد
………………………………………………………………………………………………………………………..
رحم الله عبد الواحد الشرايبي، فقد فقدنا فيه صديقا عزيزا، وإنسانا سخيا، وفنانا حقيقيا.

يشار ان الفقيد سيوارى الثرى يوم غد الجمعة بعد صلاة العصر بمقبرة الامام السهيلي  » باب الرب » بمدينة مراكش .

 

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :