جامعة القاضي عياض بمراكش تكرم الراحلة فاطمة المرنيسي
1821 مشاهدة
جرى، امس الجمعة، 20يناير بالمدينة الحمراء/مراكش، تكريم عالمة الاجتماع والكاتبة والمدافعة عن القضية النسوية الراحلة فاطمة المرنيسي، وذلك خلال ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.
ومكن هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، ومؤسسة هانس سايدل، وجمعية أصدقاء مركز فاطمة المرنيسي للأنشطة الثقافية، تحت شعار “نساء مغربيات..من الحدود إلى العبور”، مفكرين مغاربة وأمريكيين من إبراز المشروع الفكري لفاطمة المرنيسي، كـ”أحد المنجزات الفكرية بالغة الأهمية في هذه الحقبة”.
وقالت نائبة رئيس جامعة القاضي عياض، المكلفة بالتعاون والعلاقات الدولية، فاطمة الزهراء إفلاحن، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة لاستحضار المسار المتفرد لأيقونة نجاح المرأة المغربية وكل النساء المنحدرات من “مجتمعات أبيسية”.
وذكرت بأن فاطمة المرنيسي كرست كل حياتها للتفكير والإنتاج الأكاديمي، حيث أثارت القضايا التي تمثل “طابوهات” بالمجتمعات العربية المعاصرة، مضيفة أن التظاهرة تروم تسليط الضوء على كتابات والأفكار الطلائعية لهذه “السيدة المرموقة” التي ناضلت من أجل تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في كافة المجالات.
من جهته، أوضح عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، عبد الكريم أوطالب، أن اللقاء، الذي يتواصل ليومين، يروم نكريم ذاكرة عالمة اجتماع وباحثة وكاتبة ومناضلة استثنائية، كسرت كل العراقيل التي تجعل النساء المغربيات في وضعية تبعية.
وقال إن “التزامها الراسخ من أجل القضية النسوية جعلها مثالا يحتذى بالنسبة لعدة شابات مغربيات وعربيات ممن يطمحن إلى الاستقلالية والانبثاق، ومن ثمة ضمان مكانتهن داخل المجتمع”.
وأكد محسن الأحمدي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض ومنسق اللقاء، من جانبه، أن السيدة المرنيسي أبرزت صفحات ناصعة من الثقافة العربية – الإسلامية في المحافل العالمية، من خلال التأكيد على أن الإسلام خص المرأة بمكانة مرموقة، وأولى العناية اللازمة للنهوض بوضعيتها على كافة الأصعدة.
وخلص إلى أن مشروع السيدة المرنيسي لا يتأسس البتة على القطيعة النهائية مع التراث، بل يروم التجسير مع الجوانب المضيئة من التراث الإسلامي التي طالها التحريف والتشويه الإيديولوجي، مشيرا إلى أن فاطمة المرنيسي أعادت قراءة الماضي والتراث مستندة على العلوم الإنسانية والاجتماعية العصرية وقدمتها في قالب أدبي ذي أسس سوسيولوجية وأنثروبولوجية.
وانكبت باقي المداخلات على بسط المشروع الشامل لفاطمة المرنيسي الرامي، أساسا، إلى نقد العلاقات بين الرجال والنساء، من حيث علاقات الهيمنة في سياق مطبوع بتنامي تيارات دينية متشددة، وأزمة الديمقراطية.
وتطرقت الندوة، التي عرفت مشاركة ثلة من الفنانين والفاعلين الجمعويين، إلى ثلاث قضايا رئيسية، هي “فكر المرنيسي.. عند حدود التحليل النفسي وعلم الاجتماع والأدب”، و”الأصوليات ومشاركة النساء في الفضاء العمومي”، و”شهادات حول فاطمة المرنيسي”.
كما تضمن برنامج اللقاء عرض فيلم “فاطمة.. السلطانة التي لا تنسى” وزيارة إلى ثانوية فاطمة المرنيسي بغرض التشاطر مع تلاميذ ومدرسي هذه المؤسسة التعليمية حول مختلف جوانب المسار الاستثنائي لهذه المناضلة التي كافحت من أجل النهوض بحقوق النساء وتحسين ظروف عيشهن.